اكتشافها
اكتشف المقبرة KV34 العمال العاملين تحت اشراف "فيكتور لوريه" الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب مدير إدارة الآثار . كان ذلك في 12 فبراير 1898. ووصل "لوريه" بعد الاكتشاف بعدة ايام إلى الموقع وبعد ذلك بعدة أيام تم اكتشاف مقبرة تحتمس الثالث ، وهو ابن أمنحتب الثاني ، وكذلك مقبرة أبيه "مقبرة أمنحتب الثاني" ويرمز لها بالرمز KV35 . [1]
الموقع
مدخل المقبرة من وادي الملوك.
يوجد مدخل مفلرة تحتمس الثالث فوق أحد الأغوار في الصخر منطقة صخرية. وهي في الوادي الجنوبي من وادي الملوك . عمل سقوط الأمطار والماء عبر السنين على تعرية صخور تلك الجبال . كما ترى في المكان ممرات انتقال العمال القدماء بين وادي الملوك ومنطقة سكناهم في دير المدينة . [2] كان العامل الذي قوم بحفر قبرا للفراعنة عاملا متخصصا ، ويفتخر بكونه خادما في مكان الحقيقة "سجم-عاش إم ست ماعت".
وصف المقبرة
توضيح تصميم مقبرة تحتمس الثالث.
تتكون المقبرة من مدخل في هيئة دهليز طويل مائل يؤدي إلى عدة حجرات متتالية . بعد الدهليز مباشرة يوجد حفرة بئر جاف كبير يفصل الدهليز عن بقية الحجرات . ينحنى اتجاه الحجرتين التاليتين أولهما حجرة كبيرة ويخرج منها ممر مائل ودهليز إلى اسفل ينتهي بحجرة كبيرة أيضا هي حجرة التابوت . الدهليز والممر وحجرة التابوت منعطفة بالنسبة للحجرة السابقة بزاوية نحو 72 درجة ، وتقع أسفل منها .[2]) يخرج من حدرة التابوت حجرتان صغيرتان إلى اليمين وحجرتان صغيرتان إلى اليسار تستخدمان لحفظ محتويات القبر من أثاث وأواني وأمتعة أخري ، وكذلك مأكولات ومشروبات.
حجرة التابوت كبيرة في شكل بيضاوي واسعة . مرسوم على جدرانها مشاهد من تصور المصريين القدماء لانتقال الأحياء بعد الممات إلى العالم الآخر ، مضافا إليها نصوص مكتوبة بالهيروغليفية من كتاب الموتى بألوان مختلفة. سقف الحجرة ملون باللون الأزرق وتتراص فيه النجوم تعبيرا عن السماء . ومثلها مثل مقابر ملوك الاسرة الثامنة عشر حيث لا توجد نقوش على جدران الدهاليز والممرات . [1]
الحفرة
يوجد في مقبرة تحتمس الثالث عضو بنائي جديد وهو حفرة البئر المربع الشكل التي تفصل دهليز المدخل عن باقي حجرات المقبرة ، ويبلغ عمق الحفرة نحو 6 متر . وأخذ هذا العنصر الهندسي بعد ذلك في قبور الفراعنة حتى نهاية الأسرة التاسعة عشر. بعض الباحثين يعتبر تلك الحفرة مانعا للصوص ، والبعض الآخر يرى فيه مستنقعا يمكن أن تتجمع فيه أي مياه متسربة ناشئة عن أمطار غزيرة وتمنعها من التسرب إلى الحجرات السفلى. كما يرى فيه الباحث الألماني "إيريك هورنونج" : " أنه مدخل مباشر إلى العالم تحت الارض حيث يستقر الإله سوكر". “[3]
تتزين الجدران بإفريز بأشكال حزم البوص وعلامة السماء ، كما يزين السقف نجوم صفراء على أرضية زرقاء. ولا توجد على جدران الحفرة نقوش لآلهة ، وإنما نجد تلك النقوش الخاصة بمقابلة الآلهة وصور تقديم فرعون القرابين للآلهة و تصور رعاية الآلهة لفرعون في قبرور الفراعنة التالين . "هذا هو المكان الذي يدخل فيه فرعون المتوفى إلى عالم الآلهة." [3] أي مكان الانتقال من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة الذي يحدث فيه البعث. [4]
الحجرة الأمامية
هنا نجد عنصرا جديدا في بناء قبور الفراعنة ، الحجر الأمامية أو العلوية في شكل المعين . في وسطها عمودان لا توجد عليهما نقوش سوى مربعات في شكل الشبكة . السقف مزين أيضا بنجوم صفراء على خلفية زرقاء ، والجزر العلوي من الجدران يزينه إفريز باشكال حزم البوص. مرسوم على الجدران مجموعة كبرة من الآلهة يبلغ عددها 741 من "الأمدوت " )العالم الآخر) . أشكال الآلهة مرسومة بطريقة خطية ، وعلى كل واحد منها نجم (بالمصري القديم "دوا" ) - ويكملهم وعاء بخور ورمز للـ با (الروح عند قدماء المصريين).
حجرة التابوت
أفريز زينة حوائط وسقف مقبرة تحتمس الثالث.
تحتمس الثالث يرضع من الشجرة المقدسة "إشيد" . الشجرة مشكّلة في شكل آدمي.
اتساع الحجرة 14,6 × 8,5 متر مستطيلة الشكل ذات أركان مقوسة ، وتشكل في شكلها العام شكل الخرطوش . يزين الجدران أشكال تمثل الإثنى عشر ساعة لساعات الليل من الأمدوات ، موزعة في تتاليها طبقا للاتجاهات السماوية ومميزة بنصوصها الخاصة" : الساعات من 1 - 4 توجد على الجدار الغربي ، الساعتين 5 و 6 على ناحية الجنوب ، الساعتين 7 و 8 على الحائط ناحية الشمال ، والساعات 9 - 12على الحائط الشرقي . [5]
الأشكال مرسومة بخطوط سوداء وحمراء مع نصوص هيروعليفية ، وهي مرسومة على خلفية صفراء تميل إلى الاحمرار . هذا الشكل يعطي شكل لفة ورقة بردي هائلة الاتساع. والجزء العلوي من الجدران يزينه إفريز بشكل حزم نبات البوص . أما السقف فهو باللون الأزرق وتملؤه نجوم صفراء متراصة بنظام ، تمثل سماء العالم الآخر المفتوحة لتلقي روح فرعون المتوفى. [1][2]
يوجد في الحجرة عمودان مضلعان ، مرسوم على وجهين لكل منهما من نصوص "كتاب الأمدوات " . ويوجد على الاربعة جوانب الآخرين للعمودين 76 شكل مرسوم تعبر عن تحولات الشمس.[1]
كما يوجد على أحد الأعمدة شكل يمثل الملك مع أمه إيزيس يركبان مركب ، ويصحبهما عدد من الأقرباء. ويوجد أيضا رسما بسيطا يعبر عن "شجرة مقدسة " تعطي ثديها لفرعون . ومكتوب عليها : "إنه يرضع من ثدي أمه إيزيس". ونظرا لكون اسم أم تحتمس الثالث فعلا إيزيس فربما يمثل ذلك عودة تحتمس إلى أمه بعد أن ولد من جديد ، ولكن الشجرة لدى قدماء المصريين فهي تمثل عادة شجرة مقدسة تخرج منها الإلهة نوت أو الإلهة هاتور تعطي ماء باردا لروح الميت (با) ممثلة في هيئة صقر ذو رأس أنسان . وربما كان ذكر إيزس هنا في هذا الشكل يراد به الدلالة على الأم الواقعية لتحتمس الثالث ، مع الترميز لكون الملك يتخذ دور حورس كإله الحكم على الأرض طبقا لأسطورة الديانة المصرية القديمة وعودة الملك ليكون في حماية أمه إيزيس. [6]
المحتويات
وجد التابوت الحجري فارغا ، ما عدا من عدة أشياء تركها اللصوص ورائهم . من ضمن تلك الأشياي يقايا قرد بافيان وبقايا ثور ، وتماثيل خشبية للملك و تعويذات حجرية توضع على الصدر ، كما وجد "لورا" قيه بعض الأواني من الزجاج والسيراميك.
التابوت الحجري مشكل في هيئة خرطوش وهو لا يزال موجودا في المقبرة يمكن للزائر مشاهدته . أما مومياء تحتمس الثالث فقد وجدت بعد ذلك في عام 1881 في سرداب الدير البحري وكانت ملفوفة كما هي في قماش من التيل وعليها كتابة هيروغليفة من النصوص الشمسية المقدسة.[7] توجد تشكيلات منقوشة بالحفر في التابوت من ناحية الرأس وناحية القدمين للإلهة إيزيس و أختها نيفتيس (تسمى أيضا "نبت-حوت") ، في وضع ركوع على قاعدة ترمز إلى الذهب. وعلى جانبيهما يوجد تمثيل لـ أنوبيس و للأربعة أبناء من حورس . كما نقش بالحفر على سطحي الغطاء الحجري من الداخل والخارج الإلهة نوت ، التي تعبر عن السماء ، كما أن داخل التابوت (الجدران والقاعدة) مزينة بالإلهة سلكت.
في عام 1921 اكتشف هوارد كارتر أوعية وقرابين كانت مقدمة للآلهة وقت الشروع في بناء مقبرة تحتمس الثالث ، أثناء رفع أنقاض في تلك المنطقة. [2]
صور من داخل المقبرة