من يتحدث باسم مصر؟ والمحبوسين.. والوزيرة "سحر" **

من يتحرك في الخارج لكي يتحدث باسم مصر ويدافع عنها ويوضح الحقائق والمعلومات المتعلقة بها..؟
هل يجب أن ننتظر جولات الرئيس الخارجية لكي يكون هناك حديث إيجابي عن مصر ودورها ومكانتها.
وهل الأمر مقصور علي وزارة الخارجية من خلال سفاراتنا التي تلتزم بالبيانات الرسمية!!
وأين هي الجهة التي تقوم بالتنسيق مع مختلف مؤسسات الدولة لكي تأخذ علي عاتقها مهمة التحدث باسم مصر والرد علي أي انتقادات تنال من سمعتنا وانجازاتنا وحياتنا.
ولماذا ننتظر دائماً حتي تأتينا التقارير الدولية "المسيسة" والتي تتناول الجوانب السلبية وتقوم بتضخيمها في محاولات تستهدف الضغط علي صانع القرار المصري وإخضاعه للرغبات والمخططات الدولية.
إن تحركنا لا يأتي إلا في أعقاب أي تصريح أو انتقاد دولي نتعامل معه علي أنه جزء من مؤامرة غربية ضدنا دون أن ندرك أو نتفهم أننا كنا جزءاً من المؤامرة ضد أنفسنا عندما أهملنا مسئوليتنا في التحرك وتقديم المعلومات الصحيحة.
ولو كانت هناك جهة تتولي هذه المسئولية وتحرك وتوجه مختلف أجهزة الدولة لكانت قد سارعت بحث وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية علي إغلاق ملف الطالب الإيطالي الذي قتل في مصر في أسرع وقت منذ البداية بتوضيح كافة الحقائق التي تؤكد أن الأجهزة الأمنية في مصر لا يمكن أن تكون قد تورطت في قتله بهذه السذاجة وإلقاء جثته في الطريق..!!
ونحن في حاجة إلي جهة تقود وتوجه وتدرب وتستفيد من كفاءات مصر وخبراتها في إبراز صورة مصر الحضارية وجوانب التقدم والتغيير فيها.
ومصر مليئة بآلاف الشباب من خريجي الجامعات الحكومية والخاصة من الذين يجيدون اللغات الأجنبية والذين يمكن تدريبهم وإعدادهم وتثقيفهم لكي يكونوا قوة مصر في حرب المعلومات الجديدة ولكي يكونوا ايضا بديلاً لبعض منظمات المجتمع المدني التي يقتصر عملها علي تقديم المعلومات الضارة بمصر فقط.
مصر عليها أن تتحرك بفكر مختلف لكي تقدم للعالم انطباعاً مختلفاً ولا يجب أن ننتظر طويلاً إلي أن يأتينا يوم نجد فيه أنفسنا نعاني من حصار اقتصادي سياسي لأننا تجاهلنا كثيراً قضايا صغيرة لم نتمكن من معالجتها جيداً.
???
** وتقول بعض التقارير إن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف يوقع خلال أيام علي العفو عن دفعات جديدة من المسجونين في إطار مبادرته للإفراج عن مجموعات من الشباب.
وهي خطوة هامة تمنح الفرصة من جديد للشباب للعودة إلي الحياة والاندماج فيها من جديد والالتزام بالقانون بعد تجربة مريرة قضوها في الحبس إلي أن صدرت ضدهم أحكام نهائية.
ونحن نأمل في أن تكون هناك مراجعات مستمرة لأوضاع هؤلاء الشباب من المحبوسين الذين أخطأوا في حق أنفسهم وفي حق الوطن ولكنهم في حاجة إلي فرصة أخري من منطلق الحرص علي كل أبنائنا ومراعاة لظروف ومعاناة أسرهم.
???
** وعيب.. عيب أن يقال إن نقابة الأطباء تحيل وزير الصحة إلي التأديب لتغيبه عن التحقيق أمام لجنة آداب المهنة بالنقابة.
إن وزير الصحة يشغل منصباً ومكانة سياسية وتنفيذية يجب أن تحترم وأن يتم التعامل معه من منطلق المسئولية الاجتماعية في الحفاظ علي هيبة وكرامة منصبه الوزاري وفي إطار من المرونة والفهم للدور النقابي والعمل التنظيمي.
ووزير الصحة اختلف مع نقابة الأطباء في رؤية وتفسير بعض المواقف ولكنه خلاف ينبغي أن يظل في إطار الأسرة الطبية الواحدة وأن يكون الحوار فيه بلغة من الرقي والاحترام بعيداً عن أسلوب استعراض العضلات.
???
** وتفرض الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي أسلوبها السهل الممتنع في لغة الدبلوماسية وإبراز مكانة المرأة المصرية ودورها.
والرئيس عبدالفتاح السيسي كلف الوزيرة سحر بالتوجه إلي السعودية لزيارة المعتمرين الذين أصيبوا في حادث انقلاب الاتوبيس.
والوزيرة التي ارتدت الحجاب احتراماً لتقاليد السعودية قامت في الوقت نفسه لتوقيع اتفاقيات هامة مع الجانب السعودي في مجال توفير الامدادات البترولية وتركت انطباعاً جيداً في السعودية لدي الجميع.
الوزيرة "سحر" هي الوزيرة الأمثل لكي تكون مسئولة عن وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج.. فهي الأكثر اقتراباً من فلسفة ودور هذه الوزارة ومسئولياتها.
???
** ويطرح الإعلامي عمرو أديب مبادرة لشراء قواقع طبية "سماعات الكترونية" للأطفال الذين فقدوا السمع بعد ولادتهم نتيجة لزواج الأقارب.
والفكرة جيدة وقد بدأتها بعض الجمعيات الخيرية الكبري في مصر من قبل وتقوم بجمع التبرعات لها.
ولكننا نحذر من أنها قد أصبحت تجارة شبيهة بالاتجار في الأيتام.
فقد سارعت الشركات الأجنبية المتواجدة في مصر إلي الترويج للسماعات الإلكترونية وبيعها للجمعيات الخيرية بأسعار مبالغ فيها كثيراً وبهامش ربح يرضي الجميع واستخدمت في سبيل ذلك الكثير من وسائل الإغراء للأطباء للتوصية بأنواع معينة من السماعات.
والقضية لا تتعلق بتوفير السماعات فقط أو إجراء الجراحات المكلفة للغاية وحيث تصل تكلفة السماعة مع الجراحة إلي نحو ربع مليون جنيه. ولكنها تتعلق بما بعد الجراحة في أساليب "برمجة" هذه السماعات وفي التدريب علي التخاطب وهي أمور أصعب من توفير السماعة.. وتحولت مع كل الأسف إلي أسوأ أنواع التجارة والاستغلال في مصر..!
النوايا طيبة.. ولكن التنفيذ "شرير"..!