موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
باكى - 67
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
الحربي - 36
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
زهرالورد - 30
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_rcapلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Voting_barلتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Vote_lcap 

 

 لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Empty
مُساهمةموضوع: لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب    لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر 2015 - 15:12

 

بدأ علماء الآثار منذ القرن السابع عشر للميلاد بالتنقيب في مختلف الأقطار العربية والبحث عن مدن قديمة دثرت منذ أقدم العصور، لقد تبين لهؤلاء الباحثين وجود كثير من المدن، وخاصة في سورية، قد تحولت لتلال من الأحجار والأتربة، من جراء كوارث طبيعية، أو نتيجة حروب مدمّرة قضت عليها ، وبما أن العادة قد جرت عند خراب مدينة ما أن يعاد البناء فوقها، لذلك غالباً مايجد المنقّبون طبقات متراكمة بعضها فوق بعض، تضم آثاراً تعود لأزمنة متدرجة بالقدم.‏
كانت آثار وادي النيل من أوائل ما اكتشف المنقبون، إلا أن جهلهم للخط الهيروغليفي حال دون معرفتهم للأحداث التاريخية وللمستوى الحضاري للشعب المصري في العصر الفرعوني، ولكن بعدما استطاع العالم شامبليون قراءة ذلك الخط اتضحت أسرار تلك الحضارة العريقة.‏ د
وهذا ما حصل أيضاً في بلاد الرافدين والهلال الخصيب، ذلك لأن الخط المسماري وقف عائقاً دون تفسير ما ورد في الألواح الطينية التي وجدت بأعداد كبيرة في مدن سومر وآكاد وبابل وآشور، وخاصة في أوغاريت وماري وإيبلا، أما الآن فقد تمكن بعض علماء الآثار من أجانب وعرب من قراءة ذلك الخط الذي دوّنت به لغات ولهجات عدة أقوام قطنوا في تلك المدن، منذ الألف الرابع قبل الميلاد حتى القرن الأول منه.‏
كانت شعوب العالم الغربي تعتبر الحضارة اليونانية، والتي يعود قدمها إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، ذروة الحضارات القديمة، ولكن بعد أن تم اكتشاف حضارة وادي النيل وبلاد الرافدين، والتي يعود تاريخها إلى الألف الخامس والرابع قبل الميلاد، تغيرت نظرة علماء التاريخ للأمر، وصاروا يسعون لمعرفة العلاقات التي كانت تربط بين تلك الحضارات.‏
لقد بينت الأبحاث والندوات التي عُقدت وتُعقد في الوقت الحاضر، فضل شعوب الشرقين الأدنى والأقصى في اكتشاف كثير من العلوم النظرية والتكنولولجية، ومنها علم التعدين.‏
من المعلوم أن اكتشاف المعادن ومعرفة الطرق المؤدية للاستفادة منها تعدّ أحد الأسباب الأساسية للرفاهية التي تتمتع بها أكثر شعوب الأرض، وبما أن الثروة المعدنية لقطر من الأقطار تعد مصدراً رئيساً لدخله القومي غالباً، لذلك سأسعى في بحثي هذا أن أبين إسهام الشعوب العربية في اكتشاف مناجم المعادن، وبيان توزعها الجغرافي في بلادهم .   ومعرفة طرق فحصها وتصنيعها معتمداً على الأمور الآتية:‏-
1 ً-بيان المكتشفات الأثرية الحديثة والتي تبين تقدم علم التعدين في الأقطار العربية.‏
2 ً-ذكر مارود في المؤلفات العربية التراثية، من كتب تاريخ وجغرافيا طبيعية، والتي تعرف عادة باسم المسالك والممالك، تقويم البلدان، المدن والأمصار ... حيث نجد إحصاءات ومعلومات دقيقة عن المناجم المنتشرة في تلك الأقطار، وعن صفات ما يستخرج منها من فلزات معدنية، وكيف يتم صهرها وتنقيتها وسكبها، وغير ذلك من الأعمال التكنولوجية.‏
3 ً-المؤلفات العربية في علم كيمياء المعادن، وخاصة ما كتبه جابر بن حيان وأبو بكر الرازي، المخطوط منها والمطبوع، بالإضافة إلى الكتب التي تذكر الجواهر والأحجار في العالمين العربي والإسلامي؛ وهي من مؤلفات البيروني والأكفاني والتيفاشي وغيرهم.‏
لقد دلت التنقيبات الأثرية التي جرت في البلاد الواقعة على أطراف الخليج العربي،على أن تلك الأماكن كانت مأهولة بالسكان خلال العصر الجليدي، ففي مواضع مختلفة، منها رأس عوينة علي، الواقعة في شبه جزيرة قطر، وفي مواضع أخرى من البحرين، عثر المنقبون على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم (الباليوليتيك)، أي قبل خمسين ألف عام ، وممّا عثر عليه أحجارٌ صوانية، على شكل حراب وسكاكين، وأخرى على شكل مناجل، مما يدل على أنها كانت تستعمل في تقطيع لحم الفرائس، أو لحصد المزروعات أو للدفاع عن النفس.‏
وفي جزيرة فيلكا عثر المنقبّون أيضاً على آثار وسكن وهياكل يرجع عهدها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وقد تبين للباحثين أن هذه الجزيرة، وكذلك السواحل والجزائر الأخرى الواقعة على الخليج كانت ملاجئ يأوي إليها الملاحون والتجار، خلال تلك الأزمنة، للاستراحة، وللحصول على ما يحتاجون إليه عند أهل هذه السواحل من ماء عذب وغذاء.‏
ونظراً لأهمية هذه السواحل والجزائر سعت الشعوب، التي قطنت في بلاد الرافدين من آكاديين وبابليين وآشور ويونان، للاستيلاء عليها والتمتع بخيراتها ومواقعها الاستراتيجية.‏
ويقال أن سرجون الأكادي كان أول من استولى على البحرين وقطر حوالي عام (2300ق.م)، كما ذُكر أن جماعة من تجار أور كانوا يتاجرون مع البحرين منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وقد أنشؤوا لذلك أسطولاً لنقل البضائع المستوردة والمصدّرة.‏
وفي أسطورة سومرية، عُثر عليها مدونة على أحد الرقم بالخط المسماري، وجد علماء الآثار وصفاً لجزيرة البحرين، التي أطلق عليها اسم دلمون ، ويقول كاتب تلك الأسطورة : إنها أرض السلامة والنظافة، الجنة التي لا يُعرف فيها الموت ولا الأمراض والأحزان، والتي لا ينعب فيها غراب، ولاتفترس أسودُها وذئابها البشر ولا الأغنام.‏
كانت دلمون محطة مهمة للتجارة بين الهند وإفريقية وسواحل الخليج، تستورد الأخشاب والتوابل والعقاقير من الهند وإفريقية، وتنقل النحاس من عمان إلى العراق، ومنه تحصل على ما تحتاج إليه من غذاء وكساء، ويقول العالم بارتون : إن بعض الرسائل الملكية تدل على أن الملك مانشتوسي، والدُنارام سين الآكادي، قد أرسل حملة عسكرية بحرية، عام (2306-2292) ق.م، عبرت البحر الأسفل (الخليج العربي)، وتغلبت على سكان السواحل، واستولت على الجبال الواقعة في الجنوب، وأخذت ما فيها من الأحجار، فصنعت منها تماثيل قدمها الملك نذراً للإله أنليل، كما عُثر على نصوص تبين من دراستها أنها عقود جرت لتبادل الفضة والنحاس مع التجار.‏
صناعة الفخار والخزف والزجاج:‏
اهتم سكان بلاد الرافدين، شأنهم شأن بقية الشعوب المتوغلة بالقدم، بصنع الأدوات والأسلحة التي يحتاجون إليها من الأحجار المنتشرة في أطراف بلادهم، وبما أن المواد الغضارية تستر أكثر أراضيهم لذلك لجؤوا إليها لصنع الأدوات المنزلية، كما استفادوا منها لصنع ألواح كتبوا عليها بالخط المسماري الذي اخترعوه. وكانوا يكتفون بمزج الغضار بالماء وصنع تلك الأدوات ثم تركها لتجف تحت أشعة الشمس، وفي أوائل الألف الثاني قبل الميلاد اهتدوا لشيّ تلك الأدوات والألواح، وهذا ما أكسبها صلابة ومقاومة للتفتت، الناجم عن الرطوبة أو الاحتكاك، وفي منتصف الألف الثاني قاموا بطلي بعض تلك الأدوات بطبقة من الزجاج.‏
ويُعدّ تزجيج الفخار من أوائل الصناعات الكيماوية التي اهتدى إليها الإنسان، ويقول الدكتور سارتون : إنه يوجد في المتحف البريطاني بلندن لوح مسماري صغير
عود تاريخه إلى عصر الملك جولكيشار (1690-1636)ق.م، نُقش على وجهيه وصفة عملية لتزجيج الفخار، أي تحويله لخزف، وتدل هذه الوثيقة على الطريقة التي كان يعمد إليها سكان الرافدين لطلي الفخار بطبقة رقيقة من مادة زجاجية، فتكسبه صلابة وملاسة ولمعاناً وجمالاً، ويتمّ ذلك بأخذ أوزان معينة من فتات النحاس والرصاص والزجاج المكسّر، تجعل بشكل سائل باستعمال الخل. وتغمس به الأواني الفخارية، ثم تشوى داخل فرن تشتعل فيه النار، وتخرج منه بعد ذلك وتترك لتبرد في العراء، وبذلك يتلون الفخار بلون أخضر.‏
ويقول سارتون إن هذه الوثيقة لاتقتصر أهميتها على كونها أقدم سجلّ معروف عن وصف عملية التزجيج، بل إن الوثائق الأخرى المماثلة لم تظهر في بلد آخر إلا بعد ذلك بألف عام.‏
لقد تفنن صانعو الخزف باختيار الغضار المناسب لصنع الفخار، فاليمنيون مثلاً كانوا يجلبونه من الصين، أما لتلوين الخزف فقد اهتدوا إلى معرفة الأكاسيد المعدنية المناسبة لتلوينها بالألوان المطلوبة، ومما ساعد على تقدم عملية التزجيج وجود قطع من الزجاج الطبيعي، مبعثرة بين الرمال، وهي تحصل في الطبيعة من اتحاد حبيبات الرمال الناعمة (وتركيبها أكسيد السيليسيوم) مع الأملاح القلوية الناتجة من احتراق النباتات.‏
وبما أن وادي النيل غني بالرمال وبملح النطرون، الذي يدخل في تركيبه فحمات الصوديوم وفحمات البوتاسيوم، لذلك اهتدى المصريون منذ فجر التاريخ أيضاً لصنع الزجاج، وقد تقدمت هذه الصناعة في مصر وفي غيرها من بلاد الشرقين الأقصى والأدنى، وخاصة بين القرنين السادس عشر والخامس عشر قبل الميلاد، وأصبح العمال ينتجون أوانيٍ خزفية وزجاجية، جميلة الأشكال رائعة الألوان، وقد اشتهر الزجاج المصري بألوانه المتعددة، ومنها البنفسجي، علماً أن هذا اللون ينشأ من أوكسيد الكوبالت، وهو معدن لا يصادف في أرض مصر، مما يدل على قيام المصريين القدماء بالبحث عنه في الأراضي المجاورة لبلادهم.‏
ومن الأدوات الفخارية التي انفرد بصنعها سكان الرافدين الأختام، وألواح الكتابة ( الُرقم)، والتي كانوا يستعملونها لتدوين الرسائل والعقود غالباً.‏
كان الكهنة في بلاد الرافدين هم الذين يعرفون القراءة والكتابة بالخط المسماري، منذ الألف الثالث قبل الميلاد، فإذا أراد أحد الملوك أو الأمراء أن يُبرم معاهدة، أو يرسل رسالة إلى ملك آخر، أو أراد أحد الملاّك أو التجار أن يسجّل عقداً مع مستأجر أو بائع، التجأ إلى أحد الكهنة أو الكتبة، وبما أن العقود والرسائل كانت تنقش على ألواح طينية غضة لذلك كان لابد لكل فرد يتمتع بمكانة اجتماعية أو مالية، أن يكون له خاتم خاص يدل عليه، فيمهر به العقد أو الرسالة. ويتفاوت حجم الخاتم، وطريقة نقشه، ونوع الحجر المصنوع منه، حسب مكانة صاحبه.
 




 لذلك وجد المنقبّون في خرائب مدن الرافدين أختاماً من الفخار أو العقيق أو اللازورد أو اليشب، أو غيرها من الأحجار الكريمة، منقوشة بأسماء أصحابها أو رموزهم.‏
التعدين أساس علم الكيمياء :‏
يقول العالم الفرنسي برتلو، في كتابه تاريخ علم الكيمياء "إن العلم البشري الأول ولد من صناعات التعدين البدائية. أي حينما اهتدى الإنسان لصنع الخلائط المعدنية، وقام بتزجيج الفخار وصنع الزجاج وصبغ الأقمشة، وتعلم استعمال الميزان...".‏
ويقول ديورانت، في كتابه تاريخ الحضارة: "إن النحاس كان أول معدن استخدمه الإنسان فيما نعلم، في أعلى مجرى الرافدين، في عصر يرجع إلى(4500ق.م). ثم نجده في مقابر البداري في مصر، ويرجع عهده إلى مايقرب من (4000ق.م). ونجده كذلك في آثار أور في زمن يرجع إلى (3000ق.م).‏
كان سكان وادي النيل من أوائل الشعوب التي اكتشفت الذهب والفضة منذ فجر التاريخ. ذلك لأن هذين المعدنين يصادفان بشكل حبيبات من المعدن الحر، تجتمع على شكل عروق في باطن الصخور. وبتأثير السيول والأمطار تتفتت تلك الصخور وتتحرر منها الحبيبات التي تصادف بين الرمال في مجاري السيول والأنهار، والموجودة خاصة في جنوب وادي النيل.‏

أما النحاس فقد اكتشف في صحراء سيناء على شكل فلزات كبريتية، واستخصلوه منها بإحراقها بعد مزجها بالفحم النباتي الذي يرجع الأكاسيد المعدنية، ويحرر المعدن.‏

ونظراً لليّونة وقابلية التطريق، اللتين يتمتع بهما الذهب والفضة والنحاس، فقد صنعوا منها كثيراً من الأواني والأدوات والحلي، فاستعملوا بعضها للزينة وبعضها لتحضير الطعام. وقد أبدع المصريون في صنع التحف والتماثيل الذهبية، كما أبدع اليمنيون في صنع الحلي والأسلحة الفضية.‏

عصر البرونز والصفر:‏

لم يصلح النحاس النقي في صنع الأسلحة لليونته، كما لم يصلح تماماً لصنع الأدوات المنزلية، لأنه سريع التحول إلى مركبات سامة حينما تكون الأطعمة حامضة ؛ لذلك لجأت بعض شعوب الشرق الأقصى والأوسط والأدنى إلى خلط النحاس بمعادن أخرى، لتكسبه القساوة والصلابة وسهولة الانصهار، وبذلك بدأ عصر البرونز. ولكن الزمن الذي حصل فيه اكتشاف خلائط النحاس يختلف من بلد لآخر، ويمكن القول بأن ذلك قد تم بين الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد. ويذكر العالم سارتون أن المصريين قد استعملوا البرونز على نطاق واسع خلال حكم الأسرة الثامنة عشرة (1580-1350)ق.م.‏

يتألف البرونز المصري من معدني النحاس والقصدير، مع قليل من الشوائب. وبما أن القصدير غير موجود في أرض مصر، لذلك بحث علماء التاريخ والجيولوجيا عن مصدره، فوجدوا أن أقرب مكان يمكن أن يجلب منه هو مدينة جبيل (بيبلوس) على الساحل السوري.‏

إن عدم وجود فلزات تجمع بين النحاس والقصدير في مصر يدل على أن المنشأ الأول للبرونز لم يكن في مصر. وهذا أمر طبيعي لأن صناعة التعدين كانت منتشرة في عدة أماكن من العالم القديم. وقد كان للفينيقيين دور هام في نقل المعادن ونشر صناعتها بين دول البحر المتوسط منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.‏

لقد عرف السومريون نوعاً آخر من البرونز، واستعملوه على نطاق واسع خلال الألف الثاني قبل الميلاد، وكان يتألف من مزيج من النحاس والرصاص، وكلاهما كان متوافراً في منطقة الرافدين، أو فيما يجاورها من الأقطار.‏

كانت عمليات التعدين، كالمعالجات الطبية، كثيراً ما يصاحبها الإخفاق. ولما كان سكان وادي الرافدين يؤمنون بتأثير الكواكب، في جلب السعد أو النحس، والشفاء أو المرض، لذلك فإن إمكان نجاح تحضير الخلائط المعدنية، وصهر المعادن وتنقيتها، كان مرتبطاً بظهور بعض الكواكب، أو بأوضاعها المختلفة بالنسبة إلى بعضها مع بعض. وقد أشار بعض المؤرخين إلى أن كثيراً من العمليات التكنولوجية كانت تصاحبها طقوس دينية وثنية لاسترضاء الأرواح الخفية المسيطرة على باطن الأرض. وقد أسبغ الكيميائيون والفلاسفة على العناصر التي اكتُشفت فيما بعد، صفات الكائنات الحيّة، كما اعتقدوا بأن الصهر والمزج، الذي يتمّ بين تلك العناصر، كثيراً ما يؤدي إلى موت أو إحياء أو تزاوج أو افتراق بينها.‏

اشتهرت الشعوب القديمة من سكان الشرق بتجربتها الواسعة في صناعة التعدين، وقد انتقل تراثها الحضاري إلى سائر شعوب البحر المتوسط. وهنالك بعض الأساطير القديمة التي تؤيد ذلك، منها: أن أحد ملوك فينيقية، ويدعى قدموس Cadmus ، قد جاء إلى بلاد اليونان بصناعة التعدين، وهو أول من استفاد من مناجم الذهب والفضة الموجودة في جبال مكدونيا.‏
كما يحكى أن أميراً فينيقياً آخر يدعى تاسوس Tassus استثمر مناجم الذهب الموجودة في جزيرة تقع شمال بحر إيجه فسميت الجزيرة باسمه.‏

ظهور علم الكيمياء:‏

يقول العالم هولميارد إن مصر كانت المهد الأول لظهور الكيمياء، وذلك في عهد البطالسة . ومما يؤيد ذلك اكتشاف كتاب لفيلسوف يدعى بولس ديموقريطس، يعود تاريخه إلى نحو عام (200 ق.م).‏

عاش هذا العالم في مدينة مانديس Mendès ، الواقعة في دلتا نهر النيل. ويقول هولميارد إن كتاب ديمقراطيس المذكور، والمسمى فيزيكا Physika ، ينقسم إلى أربعة أقسام، تكلم فيها على صناعة الذهب والفضة والأحجار الكريمة والأرجوان. ويضم هذا الكتاب مزيجاً غريباً من وصفات ومقتطفات تتعلق بتجارب عملية منشؤها مصر وسورية وبابل وبلاد فارس.‏

ومما يميز ديمقراطيس من أصحاب الصنائع والحرفيين اهتمامه بتحويل المعادن البخسة إلى ثمينة، وذلك بتلوين المعادن أو صبغها أو خلط بعضها ببعض أو إضافة بعض المواد الملونة لها، وخاصة الكبريت أو مشتقاته، وكذلك بعض المركبات الزرنيخية الطبيعية.‏

لقد تكلم كل من هولميارد وسارتون على برديات مكتشفة في مصر، تضم بعض المعلومات عن التعدين. وهذه البرديات محفوظة حالياً في متحفي ليدن واستوكهولم. إلا أن علماء الآثار لم يستطيعوا تعيين قدمها، أهي من عهد البطالسة أم ترجع إلى عهد قدماء الفراعنة.‏

ولكن من المؤكد أن المصريين قد أتقنوا صناعة الذهب وتصفيحه ولحمه وتحويله لأسلاك منذ عصر الأسر القديمة. وقد قام كيميائي مصري يدعى زوسيم Zosimos ، عاش في النصف الثاني من القرن الثالث للميلاد، بوضع كتاب وصف فيه الأدوات اللازمة في هذه الصناعة. علماً أنه كان من أهالي مدينة بانوبوليس Panopolis ، الواقعة على الضفة الشرقية من نهر النيل في صعيد مصر، والمعروفة حالياً باسم إخميم. وفي هذه المدينة أقام قدماء المصريين أبنية حجرية، على شكل غرف، زينت جدرانها بلوحات مصورة أو محفورة، يمثل بعضها صناعة التعدين، وإلى جانبها كتابة بالخط الهيروغليفي لشرح ماجاء فيها.‏

إن بعض هذه الأبنية لما تزل ماثلة الآثار، وقد وجد فيها قديماً أدوات ومواد كانت تستعمل في صناعة التعدين. وورد ذكر هذه الأبنية في عدة مؤلفات عربية، منها كتاب (الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر) لمؤلفه الطبيب والمؤرخ عبد اللطيف البغدادي (ت629هـ/1231م).‏

لقد ثبت لعلماء الجيولوجيا والآثار أن مناجم النحاس والإثمد قد استثمرت منذ عصر الأسر القديمة، وأن تنظيم استثمارها حصل في زمن سنوسرت الأول (1980-1935ق.م). ويقول العالم سارتون :إن المصريين أقاموا في سيناء مساكن للعمال والموظفين وحصوناً لصد غزوات البدو. ونستطيع اليوم أن نرى بقايا تلك المستعمرات الخاصة بالتعدين والتي يرجع تاريخها إلى ثمانية وثلاثين قرناً قبل الميلاد.‏

مما سبق يتبين لنا أن المعادن الرئيسة التي اهتم بها المصريون كانت الذهب والفضة والنحاس والقصدير والإثمد (كبريت الانتموان) المستعمل في صناعة الكحل.

 

 أما صناعة الحديد فقد تأخر ظهورها في مصر لسببين:‏


عصر الحديد:‏
يقول بعض المؤرخين : إن الحيثيين هم الذين اخترعوا صناعة الحديد حول منتصف الألف الثاني قبل الميلاد. ومن بلاد الحيثيين في الأناضول وصلت تلك الصناعة إلى بلاد الشام ومصر في الجنوب، وإلى بلاد مكدونيا في الغرب. ويقول سارتون: "من الراجح أن الغزاة الدوريين استطاعوا أن يفرضوا سيادتهم على شعوب البحر الإيجي بفضل أسلحتهم وأدواتهم الحديدية".‏
ومن المفيد أن نذكر بأن العصور التاريخية المتتابعة، وهي الحجري والنحاسي والبرونزي والحديدي، لم تحدث في زمان واحد في جميع الأقاليم التي انتشرت فيها الحضارات القديمة، كما أن ظهور أحد هذه العصور في إقليم معين ربما استمر فيه مدة أطول مما كان عليه في إقليم آخر،
 




 وذلك لأسباب عديدة منها:‏
1 ً-أن جميع الصناعات من كيماوية وغيرها كانت ولم تزل تعتبر من الأسرار التي تجب المحافظة عليها كمصادر للدخل ، وكثيراً ما كانت القبائل والشعوب والعائلات تحتكرها وتخفي أسرارها.‏
2 ً-أن الخامات الضرورية لصناعة التعدين لا تتوافر من ناحية الجودة والغزارة في جميع بقاع الأرض ، لذلك كان لابد من وجود تجار ووسطاء يقومون ببيعها أو شرائها عن طريق المقايضة غالباً.‏
ويقول المؤرخ سترابون : إن تجار صور الفينيقيين كانوا يقومون بعد حروب طروادة بقليل، بتصدير مجموعة كبيرة من البضائع وتوزيعها في بلاد البحر المتوسط؛ ومنها الأواني الزجاجية والفخارية، والأدوات المعدنية المصنوعة من النحاس القبرصي. وكانوا يحصلون من مصر وجزيرة العرب وبلاد الرافدين، على معظم البضائع التي يبيعونها. وكثيراً ما نسبت إليهم مخترعات (صناعة الزجاج مثلاً) لم يكونوا أهلها، بل عملوا على ترويجها.‏
لقد أنشأ الفينيقيون مستعمرات لهم في أماكن متعددة على سواحل البحر المتوسط وفي الجزائر المنتشرة فيه. وكانت أهم مستعمراتهم قرطاجة، التي تأسست عام 814 ق.م، وسقطت بيد الرومان عام 146ق.م.‏
استطاع الفينيقيون أن يصبحوا سادة التجارة البحرية منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وكان منافسهم الوحيد الأسطول اليوناني. ولما وقعت الحرب بين اليونان والفرس من عام 478 إلى 449ق.م، كان الفينيقيون إلى جانب الفرس، فانتهت المعارك بهزيمتهم، ومن ثم سيادة اليونان على التجارة البحرية، وبقاء السيادة الفارسية على بلاد الشرق الأوسط بما فيها مصر.‏
ومن الأعمال الجريئة والمهمة التي قام بها القرطاجيون اجتيازُ ملاحيهم أعمدة هرقل (مضيق جبل طارق)، وتوغلهم في البحر المحيط المظلم والمخيف. واكتشافهم جزر هيبرنيا والبيون (إيرلندة وإنجلترة)، ومن هناك استطاعوا الحصول على القصدير، وهو المعدن اللازم لصناعة البرونز في مصر وجزيرة قبرص.‏
كانت الحضارة الكنعانية التي نشأت في جنوب بلاد الشام أساساً ومرتكزاً في فلسطين، و قامت عليهما الحضارة الآرامية في سورية. وقد أطلق اليونان فيما بعد على الكنعانيين الذين احتلوا سواحل وأرض لبنان اسم الفينيقيين.‏
علم المعادن في أسفار وملاحم العالم القديم:‏
لم يكن عدد المؤرخين الأوائل، والذين ظهروا خاصة قبل الميلاد، كبيراً. كما لم يكن لديهم الوسائل العلمية الصحيحة التي تمكنهم من التحقق من صدق الأخبار التي تنقل إليهم؛ لذلك كانت المبالغة والتحريف من الأمور الشائعة في مؤلفاتهم، حتى عُدّت بعض أخبارهم من الأساطير التي لا يعتمد على صحتها. وقد سُجل بعضها في زمرة كتب النوادر أو عجائب المخلوقات والكائنات.‏
وسنتكلم فيما يلي على مرجعين هامين، ورد فيهما ذكر المعادن، وكانا مصدرين لاستقاء أخبار أمم غابرة، أحدهما كتاب العهد القديم،
الثاني ملحمتا هوميروس الإلياذة والأوذيسة.‏
لقد شمل كتاب العهد القديم، بأسفاره العديدة (39 سفراً) وجملة إصحاحاته (929 إصحاحاً ) تاريخ البشرية، منذ ظهور آدم عليه السلام، ونوح وإبراهيم الخليل وذريتهما حتى عهد النبي زكريا. وبقي هذا الكتاب المرجع الأول لتاريخ الأمم الغابرة عند المؤمنين بالكتب السماوية. وحينما ظهر المؤرخون الحديثون، وكان أكثرهم من اليهود، استمر بعضهم بالاعتقاد في صحة ماجاء بالتوراة خاصة، أو بكتاب العهد القديم بصورة عامة . وقد شمل اعتقادهم أموراً دينية أو تاريخية أو علمية.‏
كان إبراهيم الخليل يقطن وعشيرته في أور (الكلدانيين؟)، كما جاء في سفر التكوين، ثم انتقل منها إلى حاران، حيث تزوج من عشيرته (الآراميين)، وبعدها تابع الطريق مع أخيه لوط إلى أرض كنعان (فلسطين).‏
ويقول الدكتور أحمد سوسة (في كتابه العرب واليهود في التاريخ):‏ " إن الحضارة الكنعانية تعود إلى عصور موغلة في القدم. فمنذ العصر الحجري الحديث ( 7-5 آلاف سنة ق.م) بدأت هذه الحضارة تنمو وتتقدم. فكان الكنعانيون أول من اكتشف النحاس اللّين، ثم اهتدوا إلى الجمع بين النحاس والقصدير في إنتاج البرونز. وبذلك أصبح استعمال البرونز شائعاً في المدن الكنعانية منذ أواسط الألف الثالثة قبل الميلاد ".
 




 ومن المحتمل أن يكون الكنعانيون قد أخذوا صناعة الحديد من الأقوام المجاورة لهم مثل الحثيين".‏
من المعتقد أن إبراهيم الخليل ظهر في بلاد الرافدين بين القرنين الثامن عشر والسابع عشر قبل الميلاد، وأن موسى ظهر في مصر خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد، زمن الملك رعمسيس الثاني (1301-1235)ق.م.‏
وحتى ذلك العصر لم يكن استعمال الحديد شائعاً في وادي النيل وأرض كنعان، وإنما كان النحاس والبرونز هما المستعملان في صنع الأسلحة والأدوات المنزلية. وحينما ظهر الملك داوود وابنه سليمان، وذلك بين القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد، بدأت صناعة الحديد بالظهور والانتشار.‏
وفي كتاب التوراة ما يشير إلى استيلاء الحثيين على القسم الشمالي من أرض كنعان، ذلك لأن إبراهيم الخليل، بعد عودته من مصر، اضطر إلى أن يدفع مبلغاً من الفضة إلى ملك الحثيين، لكي يسمح له بدفن زوجته سارة في قبر يقع في مغارة حبرون (مسجد الخليل حالياً). كما أن عيسو بن إبراهيم اتخذ زوجتين من الحثيين، وهذا ما أغضب أباه وجعله ينصح ابنه الثاني إسحاق بالذهاب إلى بلاد آرام النهرين (حاران) ليتزوج من نسل أخيه ناحور. وأرسل إبراهيم أحد عبيده ليكون واسطة للزواج وأعطاه حزاماً وإسوارين من الذهب ليقدمها هدية للعروس.‏
 




وفي سفر الخروج (الإصحاح 17) ورد ذكر حرب جرت بين العماليق وبني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام، ولكن لم ترد أي إشارة عن نوع المعدن الذي استعمله المحاربون في صنع السيوف. وفي الإصحاح (25) من السفر المذكور جاء ذكر الهدايا الواجب تقديمها إلى الرب، وهي تتألف من ذهب وفضة ونحاس واسمانجوني وأرجوان وقرمز وجزْع. وكان على بني إسرائيل أن يصنعوا أيضاً تابوتاً لحفظ كتاب العهد (صحف موسى) ومائدة من خشب السنط، على أن تغشّى سطوحهما من الداخل والخارج بصفائح من الذهب النقي، وأن يزين التابوت بإكليل من الذهب. وأن يصنعوا مناراً (شمعداناً) من ذهب نقي يحمل ستة شعب.
 



أولاً :   لعدم اكتشاف مناجم الحديد فيها بصورة مبكرة.‏

ثانياً : صعوبة استخلاص الحديد من فلزاته، والذي يتطلب درجات عالية من الحرارة وتقنيات معقدة. ومن المحتمل أن يكون بعض صناع الحديد قد وفدوا إلى مصر في الفترة الواقعة بين القرنين الثاني عشر والسادس قبل الميلاد.‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب    لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر 2015 - 15:16

 كما جاء وصف للمسكن (خيمة الاجتماع) الذي يجب أن يضم عشر شقق مبنية من البوص المبروم، ويعلوه خيمة تصنع من شعر الماعز، وأعمدتها من النحاس...‏
وجاء في الإصحاح (28) من سفر الخروج أيضاً: على بني إسرائيل أن يصنعوا ثياباً وأطواقاً وسلاسل من الذهب، لهارون وبنيه، لتقديسهم، وليكونوا كهنة لهم (وهم اللاويّون). وأما الثياب فيجب أن يصنعها حائك حاذق، من ذهب وفضة، و(تزيّن بأحجار) اسمانجوني وأرجوان...‏
وفي الإصحاح (31): كلم الرب موسى قائلاً: "إني دعوت صائيل بن أورى بن حور أن يعمل من الذهب والفضة والنحاس مخترعات، وأن ينقش الحجارة للترصيع". وقد قام هذا الصانع (الحوري) بحياكة ثياب هارون وبنيه، كما قام بصنع التابوت والمائدة والمنار، وغيرها من الأدوات والأواني الثمينة.‏
وفي الإصحاح (32): إن بني إسرائيل، لما أبطأ موسى بالنزول إليهم (وهم في صحراء التيه ) قالوا لأخيه هارون: "قم فاصنع لنا آلهة تسير أمامنا. فقال لهم هارون: انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبناتكم وآتوني بها، فصنع منها عجلاً مسبوكاً. فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر".‏
وهذا القول يؤكد أن بني إسرائيل كانوا يعبدون العجل آبيس (Apis) ، الذي كان أحد الآلهة المقدسة في مصر، وأنهم لم يكونوا موحدين قبل خروجهم منها.‏
وفي الإصحاح (31) من سفر العدد: "كلم الرب موسى قائلاً: انتقم لبني إسرائيل من المديانيين"، ذلك لأن أهل مدائن صالح قد تحرشوا ببني إسرائيل ونهبوا بعض أموالهم عند خروجهم من مصر.‏
وبعد أن قام جنود إسرائيل بتنفيذ الانتقام، وقضوا على جميع الذكور الأحياء من أهل مدين، أتوا إلى موسى والعازر الكاهن (ابن هارون) وإلى جماعة بني إسرائيل بالسبى والغنائم.. فقال العازر للجند الذين ذهبوا للحرب: هذه فريضة الشريعة التي أمر بها الرب موسى: الذهب والفضة والنحاس والحديد والقصدير والرصاص، كل ما يدخل النار تجيزونه في النار فيكون طاهراً. وأما كل مالا يدخل النار فتجيزونه في الماء، وتغسلون ثيابكم في اليوم السابع، فتكونون طاهرين، وبعد ذلك تدخلون المحلة".‏
وبعد ذلك أحصيت الغنائم، ثم قسمت المواشي والسبايا على المحاربين، وعلى اللاويين الحافظين لشعائر الدين. أما الذهب وكان يضم أساور وخواتم وأقراط وقلائد، أخذها موسى واليعازر، وأتيا بها إلى خيمة الاجتماع.‏
إن وجود هذه الكمية الكبيرة من الذهب، في مدائن صالح، بالإضافة إلى أنواع المعادن المختلفة، المهمة في الصناعة، يدل على التقدم الحضاري لسكان تلك المنطقة التي تقع شمال الحجاز. علماً بأنه لم يرد في التوراة خبر يبين الطرق التي اتّبعت في تصنيع تلك المعادن. وقد ظهر الإسرائيليون في جميع حروبهم كغزاة وقتلة ومخربين للحضارة أكثر منهم بناة ومبدعين.‏
اليونانيون يقتبسون العلم والصناعة من مصر وبلاد الشام:‏
إن أقدم مؤلف تاريخي محفوظ حتى الآن، ويتكلم على بلاد اليونان، هو الإلياذة والأوذيسة . وتنسب هاتان الملحمتان إلى شاعر ضرير يدعى هوميروس، وقد خلّد بهما الحرب التي قامت بين أثينا وطروادة. أما تاريخ هذه الحروب فقد جعلها بعضهم نحو عام 1280ق.م، وأرجعها بعضهم الآخر إلى عام 1180ق.م. علماً بأن البناء الفني واللغوي لهاتين الملحمتين، كما يقول المؤرخ سارتون، لم يك من المستطاع قبل القرن العاشر أو التاسع قبل الميلاد. كما أنه يوجد فارق زمني بين الملحمتين لايقل عن قرن أو أكثر.‏
قد بنى هذا المؤرخ استنتاجاته المذكورة على إحصاء قام به، فقد وجد أن الإلياذة تذكر البرونز (14) مرة، مقابل كل مرة يذكر فيها الحديد. أما في الأوذيسة فالبرونز يذكر أربع مرات لكل مرة يذكر فيها الحديد، مع العلم أن جذور الملحمتين نبتت في عصر البرونز، ولكن هوميروس في الأوذيسة كان أكثر معرفة بالحديد وأقل معرفة بالبرونز من هوميروس الأول. وعلى هذا الأساس فرض سارتون وجود مؤلفين أحدهما للإلياذة ودعاه هوميروس الأول، والآخر ألّف الأوذيسة ودعاه هوميروس الثاني.‏
الإلياذة والأوذيسة لهوميروس:‏
أسطورتان يونانيتان، غنيتان بالمعلومات التي تدل على حضارة اليونان، وصلتها بالحضارات الشرقية، وخاصّة المصرية والكنعانية البابلية. ويقول المؤرخ سارتون "إن الموازنة بين الثقافة الهوميرية وغيرها من الثقافات الشرقية ليست عادلة، لأن العصر الهوميري لم يستمر إلا بضعة قرون قليلة، على حين أن نمو الثقافات الأخرى ظل مستمراً عشرة أمثال مدته".‏
لقد أنشأ الكريتيون مدناً ومستعمرات كثيرة على السواحل الغربية للأناضول، وظهر فيها علماء وحكماء منهم طاليس المالطي (ت545ق.م). والذي يقال بأن أصله فينيقي، وتلقى علومه في مصر، وكذلك فيثاغورس الساموسي (ت503 ق.م) الذي زار مصر أيضاً، واطلع على الطرائق الهندسية والمعمارية فيها.‏
لقد جاء في الإلياذة قصة حرب نشبت حول مدينة إليون، في أرض تسمى طروادة، تقع في الزاوية الشمالية الغربية من الأناضول.‏
أما سبب هذه الحرب فهو أن باريس Paris ، ابن ملك إليون، قام باختطاف هيلانة زوجة مانيلاوس ملك اسبارطة. ولما كان أغاممنون، ملك مسنيا، أخاً لمانيلاوس، ورئيساً لتحالف ملوك الإخائيين الذين كانوا يحكمون بلاد اليونان، لذلك استنفر الجميع لمعاقبة الطرواديين. وقد اشتهر من هؤلاء أوذيس (اوعوليس) الذي حذق فنون الحرب ووضع الحيل، ومنها حصان طروادة. كما اشتهر آخيل كبطل صنديد، ولكن قلبه كان خالياً من الرحمة.‏
لقد ورد في الإلياذة فقرات عديدة تدل على أنواع المعادن التي عرفها الإغريق، والأدوات والأسلحة التي صنعت منها.‏
- كان الحداد هيفست Hephaestus الإسبارطي الأعرج يقوم بصنع مراجل تحملها ثلاث عجلات ذهبية لتكون في دار الأرباب. كما كان يقوم بصنع التروس والدروع والرانين (ج.ران) لحفظ الساقين. وكان يصنع في الكور برونزاً وقصديراً وذهباً وفضة. كما صنع درعاً وخوذة بحافة من ذهب، وصنع رانين من القصدير.‏
وصنع ترساً لآخيل Achille يتألف من خمس طبقات، طبقتان من البرونز، وطبقة من الذهب وطبقتان من القصدير. وبعد مقتل بتروكل Patroclus دعا آخيل قومه إلى سباق مركبات وخيول، تكريماً لصديقه الميّت، وأحضر من سفنه كثيراً مما يصلح للجوائز، كالمراجل والأباريق المصنوعة من البرونز والحديد.‏
كما جرى سباق للجري قدمت فيه جوائز للفائزين، كان أولها كأس للمزج يتسع لستة مكاييل، ليس لحسنها مثيل، صنعت في صيدا وجلبها تجار فينيقيون.‏
وفي مباراة رمي القرص الحديدي قام آخيل، وبيده قرص ثقيل من الحديد وقال: "إن هذا القرص هو لمن يبعد مرماه فيفوق الجميع، أما جائزته فهي كمية من الحديد تكفيه خمسة أعوام للعمل في مزارعه مهما اتسعت".‏
أما في مباراة رمي السهام فكانت جائزة الأول عشرة فؤوس من الحديد ذات حدين، وجائزة الثاني عشرة فؤوس ذات حد واحد. وفي مباراة رمي الرماح كانت الجائزة رمحاً طويل السنان، ومرجلاً لم تمسّه نار، يساوي ثمن ثور.‏
وبعد مقتل هكتور، ابن الملك بريام Priam ملك طروادة، بيد آخيل الذي احتفظ بجثته، أرسل الإله زوس Zeus رسولاً إلى بريام يقول له: اذهب واحمل معك من الهدايا القيمة مايرضي قلب آخيل، وارجع بجثة ولدك، فأمر بريام أن تهيأ مركبة وتملأ بمجموعة من الدثارات والبسط والجلابيب، مع عشر وزنات من الذهب، ومرجلين بهيين لهما قوائم ثلاث، وأربعة سيوف وكأس ليس لجمالها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب    لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر 2015 - 15:22

نظير". ولانعلم ممَّ كانت تصنع تلك المراجل والسيوف، والغالب أنها من البرونز.‏
 

أما الأوذيسة فهي الملحمة الثانية التي تنسب لهوميروس أيضاً، وفيها وصف لعودة الإغريق إلى بلادهم، بعد رحلة دامت عشر سنوات، لاقوا خلالها كثيراً من المشاق والأهوال في البر والبحر. وكلمة الأوذيسة مشتقة من أوذيس (أو عوليس) ملك إيتاكا، وقد خلده هوميروس في ملحمته وجعله خير أبطال الإغريق وأشجعهم.‏
تزوج أوذيس قبل سفره من بنلوب، ورزق منها ولداً اسمه تليماك. وحينما عاد أوذيس إلى بلده وجد حشداً من الخطّاب قد اغتنموا فرصة غيابه، وصغر سن ولده، فأخذوا يبذرون أمواله ويلحون على امرأته للزواج من أحدهم.‏
ونجد في الأوذيسة وصفاً رائعاً لعادات الإغريق وطرائق معيشتهم وآداب سلوكهم. أما الإلياذة فهي الملحمة التي مثّلت استعداد الإغريق للحرب، وتصرفهم في القتال حتى نوال النصر.‏
لقد ورد في الأوذيسة عدة فقر فيها ذكر لأنواع المعادن المستعملة منها: أن أوذيس كان يدخر في منزله قبل سفره الذهب والبرونز والثياب، إلى جانب زيت الزيتون والنبيذ. وأن أغنياء الإغريق كانوا يتناولون النبيذ بكؤوس من الذهب، ويشربون الماء بأباريق من ذهب أيضاً، ويغسلون أيديهم بطست من الفضة.‏
كانت مصر منذ القدم مصدراً لمعدن الذهب، ويدل على ذلك أن مانيلا ملك إسبارطة صادف بطريق الرجعة ريحاً شديدة قرب جزيرة كريت، فساقت سفينته إلى مصر. وهناك تاه طويلاً بين قوم غرباء اللسان، لكنه استطاع أن يجمع كثيراً من الذهب عن طريق عمله كعبد أسير.‏
كانت مدينة صيدا مركزاً لصناعة الأدوات الفضية والذهبية المتقنة، وقد تردد ذكرها عدة مرات في الملحمتين، منها أن الملك مانيلا، حينما أراد أن يكرم تلماك، قدم له كأساً من الفضة وحواشيها من الذهب، وقال له : إن ملك الصيداويين كان قد أهداها إليه.‏
واشتهر الفينيقيون بصنع سلاسل ذهبية تحمل كرات من الكهربا، وكان خطّاب بنلوب يقدمون لها هدايا، منها اثنا عشر مشبكاً ذهباً، واثنتا عشرة قلادة، وسلاسل فيها خرزات من الكهربا ، وهي غالباً من صنع الفينيقيين أيضاً.‏
دراسات تاريخية حديثة ورد فيها ذكر المعادن:‏
نظمت جامعة حلب بالتعاون مع جامعة روما ندوة عالمية، بتاريخ 17-20/10/1992، حول تاريخ سورية والشرق الأدنى خلال الفترة الممتدة من 3000 إلى 300 سنة قبل الميلاد.‏
وكان من بين البحوث التي ألقيت موضوع عنوانه: "رسائل جديدة عن تاريخ حلب وشمال سورية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد"
 

 ألقاه الدكتور فيصل عبد اللّه، من جامعة دمشق، وجاء فيه مايلي:‏
كانت مدينة إيمار (مسكنة) المنفذ التجاري لمملكة حلب (يمحاض) على الفرات. وكانت دولة قطنة في منطقة حمص المنافس المزمن لمدينة حلب. وقد توطّدت العلاقات بين مملكتي حلب وماري بعدد من التحالفات الحربية، في مواجهة أعداء حلب في الجبال الشمالية وأعداء ماري في الشرق. وكانت حلب منطقة عبور نحاس الجبال إلى ماري، والمجلوب غالباً من قبرص عن طريق قطنة وفلسطين. وبما أن حلب كانت أيضاً بحاجة للقصدير لإنتاج البرونز كانت تستورده عن طريق تل ليلان (شبات انليل)، وإما بواسطة مملكة ماري".‏
لقد ورد في بعض النصوص المكتشفة في هذه المملكة وصف رحلة قام بها ملكها الأموري زمري ليم، حفيد حمورابي، إلى حلب،
من أجل تكريم إلاهها أدو، مصطحباً معه أواني ثمينة من ذهب وفضة. كما ورد في رسالة أخرى اكتشفت حديثاً وصف الهدايا التي قدمت إلى الأميرة شبتوبنت ياريم ليم ملك حلب، وزوجة زمري ليم ملك ماري، وكان من بينها خاتم ذهب وزنه ست مثاقيل.‏
لقد أتقن سكان ماري صياغة المعادن الثمينة وسكب البرونز، بدليل أن زمري ليم قد أرسل إلى حلب عن طريق إيمار (مسكنة) تمثالاً للإله بعل، وطبلاً كبيراً من البرونز بلغ من الضخامة والثقل ماجعل نقله من الصعوبة بمكان.‏
الرحلات الاستكشافية وأثرها في علم الجغرافية:‏
يقول المؤرخ فيليب حتّي، في كتابه تاريخ لبنان: "كانت كنعان خلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد جسراً عبرت عليه البضائع المصرية في طريقها إلى بابل، والبضائع البابلية إلى مصر. ولم يقتصر الأمر على البضائع المادية بل تعدّاها إلى انتقال الأفكار والتيارات الحضارية. كما أن الإغريق اقتبسوا من الفينيقيين الكثير: في الدين، واللغة، والزراعة، والصناعة، وفن العمارة، والأدب، والكتابة".‏
من المسلّمات التاريخية أن أكثر الشعوب القديمة كانت تشكل قبائل مفطورة على حبّ التنقل والترحال منذ فجر التاريخ. ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها: طلب الرزق من ماء وغذاء، وطلب الأمان، خشية الحيوان والإنسان، والفرار من أمكنة ينتشر فيها الوباء أو الكوارث الطبيعية.‏
ولكن حينما استقرت أكثر تلك القبائل في أماكن آمنة، يتوافر فيها الرزق والعمل، فقد أصبح للانتقال والرحلات الفردية أو الجماعية غايات أخرى، أهمها التجارة، وطلب العلم، وحب الاستطلاع.‏
ويقول العالم سارتون إن عدداً من المؤرخين اليونان قاموا برحلات عديدة القصد منها جمع معلومات خاصة بالجغرافيا البشرية، منهم هيرودوت وكيتسياس وهانون في القرن الخامس ق.م، وكسينوفون وبتياس في القرن الرابع ق.م، وباتروكليس السلوقي وإراتوستنيس البرقاوي في القرن الثالث ق.م.‏
ترك هؤلاء العلماء والرحّالون مذكرات عن أسفارهم البرية والساحلية، ورسوماً وخرائط بدائية استفاد منها السلوقيون والرومان في فتوحاتهم، كما استفاد منها علماء التاريخ والجغرافية العرب فيما بعد.‏
لقد اعترف الفيثاغوريون، حوالي القرن الخامس ق.م، بكروية الأرض، ولما جاء إراتوستنيس وضع خريطة للعالم مستنداً إلى أسس الجغرافية الرياضية المبنية على كروية الأرض. ولد هذا العالم في برقة نحو عام 273ق.م، وتلقى علومه في أثينا، ثم انتقل إلى الاسكندرية بدعوة من بطليموس الثالث، حيث قضى بقية حياته، وتوفي عام 192 ق.م. ترك هذا العالم عدة مؤلفات أهمها (مذكرات جغرافية) استفاد منها العالمان سترابون وبطليموس القلوذي .
 

وتتألف هذه المذكرات من ثلاثة أجزاء: الأول: مقدمة تاريخية. والثاني: قياس الأرض والجهات المسكونة منها.والثالث: الخرائط وتقويم البلدان.‏
استرابون Strabon: ‏
ولد نحو عام 64ق.م في مدينة أماسيا عاصمة مملكة بنطس الواقعة على البحر الأسود. وهو من أسرة آسيوية يونانية، تعلم في روما وأتم دراسته في الاسكندرية. وتعود شهرته لتأليفه كتابين: الأول مفقود وعنوانه (دراسات تاريخية)، والثاني موجود وهو موسوعة بالجغرافية الطبيعية والبشرية، تعد من أهم ماتركه اليونانيون من تراث علمي، وهي تتألف من (17) جزءاً.‏
قام استرابون بعدة رحلات شملت كثيراً من بقاع آسيا الصغرى واليونان وإيطاليا ومصر والحبشة. أما بقية البلاد التي تكلم عليها، وهي الهند وفارس وبين النهرين، فقد كانت مقتبسة من مؤلفات من سبقه من الرحّالين وأصحاب الأخبار.‏
من أجل تكريم إلاهها أدو، مصطحباً معه أواني ثمينة من ذهب وفضة. كما ورد في رسالة أخرى اكتشفت حديثاً وصف الهدايا التي قدمت إلى الأميرة شبتوبنت ياريم ليم ملك حلب، وزوجة زمري ليم ملك ماري، وكان من بينها خاتم ذهب وزنه ست مثاقيل.‏
لقد أتقن سكان ماري صياغة المعادن الثمينة وسكب البرونز، بدليل أن زمري ليم قد أرسل إلى حلب عن طريق إيمار (مسكنة) تمثالاً للإله بعل، وطبلاً كبيراً من البرونز بلغ من الضخامة والثقل ماجعل نقله من الصعوبة بمكان.‏
الرحلات الاستكشافية وأثرها في علم الجغرافية:‏
يقول المؤرخ فيليب حتّي، في كتابه تاريخ لبنان: "كانت كنعان خلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد جسراً عبرت عليه البضائع المصرية في طريقها إلى بابل، والبضائع البابلية إلى مصر. ولم يقتصر الأمر على البضائع المادية بل تعدّاها إلى انتقال الأفكار والتيارات الحضارية. كما أن الإغريق اقتبسوا من الفينيقيين الكثير: في الدين، واللغة، والزراعة، والصناعة، وفن العمارة، والأدب، والكتابة".‏
من المسلّمات التاريخية أن أكثر الشعوب القديمة كانت تشكل قبائل مفطورة على حبّ التنقل والترحال منذ فجر التاريخ. ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها: طلب الرزق من ماء وغذاء، وطلب الأمان، خشية الحيوان والإنسان، والفرار من أمكنة ينتشر فيها الوباء أو الكوارث الطبيعية.‏
ولكن حينما استقرت أكثر تلك القبائل في أماكن آمنة، يتوافر فيها الرزق والعمل، فقد أصبح للانتقال والرحلات الفردية أو الجماعية غايات أخرى، أهمها التجارة، وطلب العلم، وحب الاستطلاع.‏
ويقول العالم سارتون إن عدداً من المؤرخين اليونان قاموا برحلات عديدة القصد منها جمع معلومات خاصة بالجغرافيا البشرية، منهم هيرودوت وكيتسياس وهانون في القرن الخامس ق.م، وكسينوفون وبتياس في القرن الرابع ق.م، وباتروكليس السلوقي وإراتوستنيس البرقاوي في القرن الثالث ق.م.‏
ترك هؤلاء العلماء والرحّالون مذكرات عن أسفارهم البرية والساحلية، ورسوماً وخرائط بدائية استفاد منها السلوقيون والرومان في فتوحاتهم، كما استفاد منها علماء التاريخ والجغرافية العرب فيما بعد.‏
لقد اعترف الفيثاغوريون، حوالي القرن الخامس ق.م، بكروية الأرض، ولما جاء إراتوستنيس وضع خريطة للعالم مستنداً إلى أسس الجغرافية الرياضية المبنية على كروية الأرض. ولد هذا العالم في برقة نحو عام 273ق.م، وتلقى علومه في أثينا، ثم انتقل إلى الاسكندرية بدعوة من بطليموس الثالث، حيث قضى بقية حياته، وتوفي عام 192 ق.م. ترك هذا العالم عدة مؤلفات أهمها (مذكرات جغرافية) استفاد منها العالمان سترابون وبطليموس القلوذي .
 

وتتألف هذه المذكرات من ثلاثة أجزاء: الأول: مقدمة تاريخية. والثاني: قياس الأرض والجهات المسكونة منها.والثالث: الخرائط وتقويم البلدان.‏
استرابون Strabon: ‏
ولد نحو عام 64ق.م في مدينة أماسيا عاصمة مملكة بنطس الواقعة على البحر الأسود. وهو من أسرة آسيوية يونانية، تعلم في روما وأتم دراسته في الاسكندرية. وتعود شهرته لتأليفه كتابين: الأول مفقود وعنوانه (دراسات تاريخية)، والثاني موجود وهو موسوعة بالجغرافية الطبيعية والبشرية، تعد من أهم ماتركه اليونانيون من تراث علمي، وهي تتألف من (17) جزءاً.‏
قام استرابون بعدة رحلات شملت كثيراً من بقاع آسيا الصغرى واليونان وإيطاليا ومصر والحبشة. أما بقية البلاد التي تكلم عليها، وهي الهند وفارس وبين النهرين، فقد كانت مقتبسة من مؤلفات من سبقه من الرحّالين وأصحاب الأخبار.‏
من أجل تكريم إلاهها أدو، مصطحباً معه أواني ثمينة من ذهب وفضة. كما ورد في رسالة أخرى اكتشفت حديثاً وصف الهدايا التي قدمت إلى الأميرة شبتوبنت ياريم ليم ملك حلب، وزوجة زمري ليم ملك ماري، وكان من بينها خاتم ذهب وزنه ست مثاقيل.‏
لقد أتقن سكان ماري صياغة المعادن الثمينة وسكب البرونز، بدليل أن زمري ليم قد أرسل إلى حلب عن طريق إيمار (مسكنة) تمثالاً للإله بعل، وطبلاً كبيراً من البرونز بلغ من الضخامة والثقل ماجعل نقله من الصعوبة بمكان.‏
الرحلات الاستكشافية وأثرها في علم الجغرافية:‏
يقول المؤرخ فيليب حتّي، في كتابه تاريخ لبنان: "كانت كنعان خلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد جسراً عبرت عليه البضائع المصرية في طريقها إلى بابل، والبضائع البابلية إلى مصر. ولم يقتصر الأمر على البضائع المادية بل تعدّاها إلى انتقال الأفكار والتيارات الحضارية. كما أن الإغريق اقتبسوا من الفينيقيين الكثير: في الدين، واللغة، والزراعة، والصناعة، وفن العمارة، والأدب، والكتابة".‏
من المسلّمات التاريخية أن أكثر الشعوب القديمة كانت تشكل قبائل مفطورة على حبّ التنقل والترحال منذ فجر التاريخ. ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها: طلب الرزق من ماء وغذاء، وطلب الأمان، خشية الحيوان والإنسان، والفرار من أمكنة ينتشر فيها الوباء أو الكوارث الطبيعية.‏
ولكن حينما استقرت أكثر تلك القبائل في أماكن آمنة، يتوافر فيها الرزق والعمل، فقد أصبح للانتقال والرحلات الفردية أو الجماعية غايات أخرى، أهمها التجارة، وطلب العلم، وحب الاستطلاع.‏
ويقول العالم سارتون إن عدداً من المؤرخين اليونان قاموا برحلات عديدة القصد منها جمع معلومات خاصة بالجغرافيا البشرية، منهم هيرودوت وكيتسياس وهانون في القرن الخامس ق.م، وكسينوفون وبتياس في القرن الرابع ق.م، وباتروكليس السلوقي وإراتوستنيس البرقاوي في القرن الثالث ق.م.‏
ترك هؤلاء العلماء والرحّالون مذكرات عن أسفارهم البرية والساحلية، ورسوماً وخرائط بدائية استفاد منها السلوقيون والرومان في فتوحاتهم، كما استفاد منها علماء التاريخ والجغرافية العرب فيما بعد.‏
لقد اعترف الفيثاغوريون، حوالي القرن الخامس ق.م، بكروية الأرض، ولما جاء إراتوستنيس وضع خريطة للعالم مستنداً إلى أسس الجغرافية الرياضية المبنية على كروية الأرض. ولد هذا العالم في برقة نحو عام 273ق.م، وتلقى علومه في أثينا، ثم انتقل إلى الاسكندرية بدعوة من بطليموس الثالث، حيث قضى بقية حياته، وتوفي عام 192 ق.م. ترك هذا العالم عدة مؤلفات أهمها (مذكرات جغرافية) استفاد منها العالمان سترابون وبطليموس القلوذي .
 

وتتألف هذه المذكرات من ثلاثة أجزاء: الأول: مقدمة تاريخية. والثاني: قياس الأرض والجهات المسكونة منها.والثالث: الخرائط وتقويم البلدان.‏
استرابون Strabon: ‏
ولد نحو عام 64ق.م في مدينة أماسيا عاصمة مملكة بنطس الواقعة على البحر الأسود. وهو من أسرة آسيوية يونانية، تعلم في روما وأتم دراسته في الاسكندرية. وتعود شهرته لتأليفه كتابين: الأول مفقود وعنوانه (دراسات تاريخية)، والثاني موجود وهو موسوعة بالجغرافية الطبيعية والبشرية، تعد من أهم ماتركه اليونانيون من تراث علمي، وهي تتألف من (17) جزءاً.‏
قام استرابون بعدة رحلات شملت كثيراً من بقاع آسيا الصغرى واليونان وإيطاليا ومصر والحبشة. أما بقية البلاد التي تكلم عليها، وهي الهند وفارس وبين النهرين، فقد كانت مقتبسة من مؤلفات من سبقه من الرحّالين وأصحاب الأخبار.‏
ألمّ استرابون بالعلوم الفلكية التي عرفها المصريون والكلدانيون. وذكر أن الفينيقيين من أهل صيداهم الذين نقلوا مبادئ علم الفلك والحساب إلى بلاد اليونان. عاش استرابون في زمن الامبراطور الروماني أوغسطس، وتكلم على مناجم الفضة الموجودة في إقليم لوريون في اليونان، وعلى صناعة الزجاج المتقدمة في الاسكندرية.‏
ويقول العالم سارتون: إن كتاب استرابون، على الرغم من ضخامته وأهميته، فإن الحكومة ورجال الأعمال في الامبراطورية الرومانية لم يستفيدوا منه. والسبب في ذلك ربما يعود لإخفاء أصحاب هذه الموسوعة النسخ الأولى منها لاستخدامها في أغراضهم الخاصة. وإن المؤرخ يوسفوس كان أول من اطلع على هذا الكتاب، واستفاد منه في القرن الأول للميلاد. بينما لم يعرفه أحد من علماء اليونان ولا بطليموس القلوذي و بليني الروماني.‏
وفي العصر البيزنطي (القرن السادس للميلاد) اكتُشف أول مخطوطاته، ثم ظهرت له بعد ذلك ثلاث مخطوطات أخرى باليونانية. ثم ترجمت أجزاؤه إلى اللاتينية على دفعات، وأخيراً طبع بكامله باللغتين اليونانية واللاتينية بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر للميلاد.‏
لقد بقي كتاب استرابون مجهولاً عند المؤرخين والجغرافيين المسلمين، علماً بأنه ترجم إلى الفرنسية في خمسة مجلدات، بأمر من نابوليون بونابرت، كما ترجم إلى الإنكليزية، وظهر في ثمانية مجلدات بين عامي (1917-1932)م.‏
بطليموس القلوذي (Ptolémus Claudius): ‏
فلكي يوناني، ولد في مدينة تدعى (Ptolmais Hermius) ، التي كانت في مصر العليا خلال القرن الثاني بعد الميلاد. اشتهر بتأليف كتابين: الأول في الرياضيات وعلم الفلك، عرف باسم الماجسطي (Almageste) ، والثاني في وصف الأرض وعرف باسم الجغرافية (Géography). ترجم الأول إلى العربية في زمن الخليفة أبي جعفر المنصور ترجمة أبي يحيى البطريق، ثم أعاد نقله فيما بعد الحجاج ابن مطر وغيره.‏
أما كتاب الجغرافية فقد استخرج منه محمد بن موسى الخوارزمي كتابه المعروف باسم (صورة الأرض من المدن والجبال والبحار والجزائر والأنهار)، وذلك في خلافة المأمون (196-218 هـ) الذي ولاه رئاسة بيت الحكمة.‏
ويقول المرحوم الدكتور عمر فروخ : إن الجغرافيين العرب صنعوا صورة للأقاليم (خريطة) تظهر عليها المناطق والبلدان، موّقعة بأسمائها العربية، غير أن حدود القسم المعمور من الأرض، وكذلك حدود الأقاليم، كانت كلها حسب ماوردت في كتاب المجسطي لبطليموس.‏
تطور علم الجغرافيا في الدول العربية الإسلامية:‏
اندفعت القبائل العربية منذ ابتداء الدعوة الإسلامية إلى خارج الجزيرة، فتعرفت بلاداً وأقاليم وشعوباً غريبة عنها، علماً ولغة وديانة وغذاء وملبساً. وعلى الرغم من التفاوت الحضاري بين القبائل العربية وتلك الشعوب، فقد استطاع الإنسان العربي المؤمن أن يسيطر على تلك الشعوب بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يأخذ عنها ويستفيد منها كثيراً من الأمور المادية والعلمية، وأن يمنحها السلام والإيمان بالوحدانية، والعدالة الاجتماعية.‏
وفي القرن الثاني للهجرة تحولت الدولة الأموية إلى إمبراطورية مترامية الأطراف، تضم دويلات عديدة، تخضع لسلطة الخلافة الدينية والزمنية. وأصبح من الواجب أولاً: معرفة حدود تلك الدول وحمايتها من هجمات الأعداء.‏
ثانياً- التجسس على الأعداء، وتسقط أخبراهم، وذلك كما فعل الرشيد حينما أرسل رجلاً إلى بلاد الروم، كما ذكر ابن حوقل.‏
ثالثاً- توزيع القوات المسلحة حول المناطق السكنية المكتظة لحمايتها من اللصوص وقطاع الطرق، وذكر أسماء المدن والقرى والمسافات الفاصلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب    لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر 2015 - 15:26

رابعاً- معرفة مصادر المياه من أنهار وينابيع، ومنحدرات السيول، وذلك لتنظيم السقاية والريّ، وإنشاء السدود عند الحاجة لدرء أخطار الطوفان وتنظيم ري الحقول، وتعداد المحاصيل الزراعية والحيوانية، وأنواع النقود والأوزان المتداولة.‏
خامساً- تعيين المواقع التي توجد فيها المعادن (المناجم)، للاستفادة من الفلزات والأحجار الكريمة التي تحتوي عليها، مع بيان الجهات التي تستفيد منها.‏
سادساً - من المعلوم أن المناطق التي كان يقطن فيها أهل الذمة، كان سكانها يخضعون لضريبة الجزية، كما أن أراضيهم المزروعة كانت تخضع لضريبة الخراج، لذلك كان على دواوين الدول الإسلامية إحصاء السكان وتقدير الغلاّت لمعرفة وجباية الأموال المترتبة على تلك المناطق، ومن ثم أداء نفقات الخلافة والإمارات، ومايحتاج إليه مال المسلمين.‏
المعادن والتعدين في الجزيرة العربية:‏
يقول الدكتور جواد علي في كتاب المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام:‏ " لقد اكتشفت المعادن، وخاصة الذهب والفضة والنحاس، في الجزيرة العربية منذ أقدم العصور . وبما أن الصناعة لا تقوم إلا في مكان تتوافر فيه إمكانياتها، من استقرار وأمن وتوافر المواد الأولية ووجود حاجة إليها، لذلك فإن حالة البداوة التي كانت سائدة في بطن الجزيرة العربية لم تكن مؤهلة لاستثمار تلك الخامات. إلا أن الأقطار الواقعة في أطراف الجزيرة بدأت فيها صناعة التعدين في وقت باكر".‏
واليمن كانت في مقدمة الأقطار العربية بهذه الصناعة. وقد انتشرت منتجاتها المتعددة في جزيرة العرب وخارجها، فزادت صادراتها على وارداتها. وهذا ما جعل المستوى المعاشي فيها أعلى من المستوى المعاشي لبقية الأقطار العربية، وكانت تجارة المعادن الخام والمصنعة، وتصدير الأحجار الكريمة، من أكثر نشاطاتها.‏
كانت الصناعة في الجزيرة العربية محتقرة بصورة عامة، وهي عمل لا يليق بالعربي الحر أن يقوم به، لهذا قامت الصناعة على أكتاف العبيد والخدم والأعاجم.‏
كان الرقيق منتشراً في كل مكان من الأقطار العربية، ولاسيما في الأماكن الزراعية ومراكز التجارة والتعدين. وكان يشكل اليد العاملة المتوافرة الرخيصة والماهرة. ويُطلق اسم أهل القرى على المستوطنين الذين يعثرون على بئر ماء، فينشئون مزرعة حوله، أو يعثرون على منجم (معدن) فيقومون باستثماره. وهم يعملون لحسابهم إذا كانوا أحراراً، أو يعملون لحساب مالكهم إذا كانوا عبيداً.‏
وكان للرقيق عدة مصادر، فالأبيض منه كان يأتي من العراق وبلاد الشام. والأسود من سواحل أفريقية والحبشة وبلاد النوبة. وكانت أسواق اليمامة والبحرين وعمان مصدراً للرقيق الوارد من السند والهند.‏
يعد العالم اليمني أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، والمعروف بابن ذي الدِّمنة، أحد روّاد علم الجيولوجيا والمعادن في بلاد اليمن. وإلى جانب ذلك كان شاعراً ومؤرخاً ومفكراً متعدد الجوانب، وكثير المؤلفات.‏
ولد الهمداني في مدينة صنعاء عام 280هـ/ 893م. وفي عام 292هـ/905م انتقل من صنعاء إلى صعدة، حيث أمضى أربعة عشر عاماً مع أبيه الذي كان يتاجر بالذهب، ويعمل في حمل الحجاج والتجار إلى مكة من صعدة. وفي إحدى تلك الرحلات جاور الحسن بمكة سنة306هـ، وأمضى فيها نحو سبع سنوات، تلقى خلالها علوم اللغة والنحو والحديث والجغرافيا. ثم عاد إلى صعدة بعد أن اقتنى كتباً ومؤلفات عربية هامة ودواوين شعر.
 

 ويقال أنه وقف على نقول عربية مبكرة لكتب بطليموس.‏
وبعد عودة الهمداني إلى بلده بدأت المرحلة المهمة في حياته وهي تتجلى في التفكير والدراسة والتأليف. وفي عام 319هـ/931م
غضب عليه الإمام الناصر لدين اللّه أمير صعدة، بسبب وشاية نقلها إليه بعض الشعراء المنتسبين إلى عدنان، ومنهم أيوب بن محمد البرسمي الذي ينسب إلى الفرس. فأُدخل الهمداني السجن وبقي فيه مقيداً حتى عام 321 هـ/933م. وبعد أن أطلق سراحه خرج من صعدة إلى صنعاء. ويقول القاضي محمد بن علي الأكوع إن وفاة الهمداني كانت بين عامي (350-360)هـ، وأنه صنف مالا يقل عن عشرين مؤلفاً في مختلف العلوم، بقي منها:‏
1- كتاب الإكليل: ويعد أشهر مؤلفات الهمداني، وهو موسوعة تتألف من عشرة أجزاء. تكلم فيها عن أنساب بني حِمْيَر، وفضائل القحطانيين، وسير ملوكهم وأساطيرهم، ومدافنهم وكنوزهم، واللسان الحميري، وحروف المسند. وقد حُقق طبع أربعة أجزاء من هذه الموسوعة، وهي الأول والثاني والثامن والعاشر، وبقية الأجزاء الأخرى مفقودة.‏
2- كتاب صفة جزيرة العرب: وهو كتاب حقق وطبع عدة مرات، كان آخرها عام 1403 هـ/1983م.‏
لقد تجلت في هذا الكتاب المواهب التي تحلّى بها الهمداني كعالم في الجغرافيا والتاريخ والآثار واللغة العربية وعلم الأنساب.‏
3- كتاب الجوهرتين: وهو من أجود مؤلفات الهمداني وأنفعها، ويتعلق بمعدني الذهب والفضة، من حيث تعدينهما وصياغتها، وكل ما يتصل بهما. وقد ترجم الكتاب إلى الألمانية ونشره باللغتين الأستاذ كريستوفر تول Christopher Tool في مدينة إبسالا بالسويد عام 1968م.‏
لقد استعان الخلفاء والأمراء منذ القرن الثالث للهجرة ببعض العلماء الذين قاموا برحلات ووضعوا مؤلفات في علم الجغرافية الطبيعية والإنسانية. وأطلق على تلك المؤلفات أسماء شتى منها: صورة الأرض- المسالك والممالك- حدود العالم- حدود الجزيرة العربية- من آثار البلاد وأخبار العباد- كتاب البلدان- أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم. كما أطلق على بعضها اسم الرحلات، مثل رحلة ابن بطوطة، ورحلة ابن جبير، وكان القصد منها حب الاطلاع على ما في الكون من عجائب المخلوقات ومصادر الثروات وغرائب العادات. وبما أن أسماء كثير من البلدان قد دخلها التصحيف والتحريف، أو لم تعيّن أماكنها وحدودها بدقة، لذلك أصبح من الضروري وضع مؤلف يشمل الأسماء الصحيحة لجميع البلدان التي ورد ذكرها في الكتب المذكورة. وهذا ما فعله عبد اللّه البكري (ت 487هـ) في معجم ما استعجم من البلاد والأماكن، وياقوت الحموي في معجم البلدان، الذي ألفه سنة 625هـ.‏
لقد توالى ظهور المؤلفات التي تحمل اسم المسالك والممالك منذ القرن الثالث للهجرة / التاسع للميلاد. وهي مؤلفات تبحث بصورة خاصة في الجغرافية الوصفية، وتبيّن حدود الأقاليم السبعة على الكرة الأرضية، وما تضم من بلدان ومدن وقرى، مع تقدير المسافات التي تفصل بينها، وتصف الجبال والأنهار والمحاصيل الزراعية والصناعية التي تنتجها . وتعدد مساجدها وكنائسها وأسواقها ومناجمها، وتتكلم أحياناً على علمائها وحكامها . وأول هذه المؤلفات ما كتبه جعفر المروزي (ت274هـ/887م) ولكن كتابه في المسالك والممالك لم يزل مفقوداً. ثم ظهر كتاب يحمل الاسم نفسه، مؤلفه أحمد السرخسي، قرأ علي يعقوب بن إسحاق الكندي، وعلّم المعتضد باللّه العباسي ونادمه، وولي الحسبة والمواريث، وسوق العبيد ببغداد. مات مقتولاً (286هـ/899م).‏
- ولعبيد اللّه بن خرداذبة كتاب في المسالك والممالك اقتبسه من كتاب الجغرافية لبطليموس. وهو مؤرخ وكاتب أصله من خراسان (ت 300هـ/913م). تكلم في كتابه عن بلاد فارس ومقاطعاتها ومدنها. وتحدث فيه عن طريقة جمع الذهب في منطقة جيحون فقال: ويخرج أهلها على شط النهر ويمدون مسوك (جلود) الماعز، الشعر إلى أعلاه . ويشدونها ويستوثقون منها بوضع الأوتاد حواليها. وينزل أحدهم في النهر على الشط فينضح الماء على تلك المسوك، ويقوم آخر بمسح الماء من المسوك ويرسله، والماء كدر ثقيل. فإذا عرفوا أن أصول الشعر قد امتلأت من الرمل والذهب أخذوه وبسطوه على وجه الأرض في عين الشمس، حتى إذا جف نفضوه على انطاع مفروشة وأخذوا منها الذهب.‏
ولإبراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري، والمعروف بالكرخي (ت 346 هـ/957م) كتاب أيضاً في المسالك والممالك، تكلم فيه عن صفات بلاد الإسلام وغيرها. وكان وصفه موجزاً أحياناً، ولكن ملاحظاته كانت في معظم الأحيان دقيقة وقيمة، وقلما نقل عن غيره. لقد سعى الاصطخري في كتابه للكلام على بلاد الإسلام التي زارها، فوضع لكل إقليم من أقاليمها خريطة، تبين توزع مدنه وقراه وجباله وسهوله وأنهاره. وذكر مواردها الطبيعية وصناعاتها التقليدية، والأماكن التي تستخرج منها المعادن والأحجار الكريمة. فتكلم مثلاً على جبل رضوى، وقال إنه يقع بالقرب من ينبع، وهو جبل منيف ذو شعاب. ومن واديه يحمل حجر المس إلى سائر الآفاق، وبواسطته تصقل السيوف والأحجار.‏
- ومن الرحالة المشهورين الذين وضعوا كتاباً في المسالك والممالك أبو القاسم محمد بن علي النصيبي، والمعروف بابن حوقل. كان تاجراً رحل إلى بغداد، ثم دخل المغرب وصقليا، وجاب بلاد الأندلس وغيرها من بلاد الإسلام، وكان حياً عام (367هـ/978م). عاش في ظل الدولة الحمدانية، وبدأ سفره من مدينة السلام عام 331هـ. وكان غرضه كما قال تصوير الأقاليم التي لم يذكرها أحد، وقد فصّل بلاد الإسلام إقليماً إقليماً وصقعاً صعقاً.... وكورة كورة، وتكلم عليها مستوفياً الأغراض المارة الذكر.‏
أما المعادن والأحجار التي تكلم عليها، ففي اليمن، ومن جبل شبام، يؤخذ الجمّست والعقيق والجَزْع. وإلى غربي بحر القلزم يوجد أرض قفرة تنتهي ببادية البجّة، وهي تقع بين الحبشة وأرض النوبة ومصر، وفيها يكثر الذهب. كما يؤخذ هذا المعدن أيضاً قرب أسوان . وعلى بعد عشر مراحل يوجد حصن على البحر يسمى عيذاب، يجتمع به الناس الذين يقومون بجمع الذهب.‏
وفي أرض فارس تكثر بصورة عامة المعادن، من فضة وحديد وآنك (قصدير) وكبريت، مما يغني أهلها عن جلبها من البلاد الأخرى. كما يكثر الحديد بجبال اصطخر، وفي قرية من كورة اصطخر، تعرف بدار أبجرد، يكثر معدن الزئبق. وعند الكلام على مقاطعة كرمان قال إن جبال القُفص غنيّة بالحديد، وإنه بالقرب من جبال البارز يوجد شعب يعرف بدرفارد غني بمعدن الفضة.‏
لقد اعتمد ابن حوقل في جمع هذه المعلومات كما يقول من سادة النواحي ووكلاء التجار وقراءة الكتب. وكان لا يفارقه كتاب ابن خرداذبة وكتاب الجيهاني وتذكرة أبي الفرج قدامة بن جعفر.‏
أما الجيهاني فهو أبو عبد اللّه أحمد بن محمد. أديب وكاتب، تولّى الوزارة للسامانيين ببخارى. من أثاره كتاب الرسائل، العهود والخلفاء والأمراء، كتاب المسالك والممالك، وكان معاصراً لابن حوقل.‏
- وفي الأندلس كانت هنالك دوافع كثيرة لتشجيع طلاب العلم على القيام برحلات خارج بلدهم . لقد عاشوا في ظل اضطرابات اشتدت بصورة خاصة قبيل حكم المرابطين وبعد حكم الموحّدين . وكان منهم محمد بن عبدون الجبلي، وأبو العباس النباتي، وابن ميمون، وابن البيطار وغيرهم. كما كان منهم من اكتفى بالتجول في أنحاء الأندلس فوصف مدنها وقراها ومعادنها. وكان من أشهرهم عبيد اللّه بن عبد العزيز البكري. وهو لغوي ومؤرخ وجغرافي، ولد بقرطبة وتوفي فيها عام (487هـ/1094م). له عدة مؤلفات منها معجم ما استعجم من البلدان، بالإضافة إلى كتاب المسالك والممالك، والذي انتهى من تأليفه عام (460 هـ/1058م).‏
اقتبس البكري كثيراً من المعلومات التي أوردها في كتبه من مؤلفات المؤرخ والجغرافي الكبير أحمد بن محمد الرازي الكناني، الذي عاش في قرطبة وتوفي فيها عام (344هـ/955م). كما اعتمد البكري على تاريخ الطبري، ومروج الذهب للمسعودي، وخاصة بما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها الطبيعية. ويعتبر كتاب المسالك والممالك لمحمد بن يوسف الوراق أحد المصادر الأساسية للبكري، بالنسبة إلى كل مايتعلق بالمغرب العربي. ومن مراجعه أيضاً كتاب الأعلاق النفيسة لابن رسته، الذي وصف بلاد قمار (الهند الصينية ) ، وكان حياً سنة 290هـ.‏
وتكلم البكري على ما يوجد في البلاد الواقعة وراء النهر من معادن الذهب والفضة والزئبق بما لا يقارن به مدن في سائر البلاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب    لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب 	  I_icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر 2015 - 15:30

وفي الشمال المغربي وعلى ساحل البحر ولد في مدينة سبتة أشهر جغرافي عربي، هو محمد بن محمد بن عبد اللّه الحسني، والمعروف بالشريف الإدريسي. تلقى علمه في قرطبة، وطاف في أنحاء الأندلس، ثم انتقل إلى جزيرة صقلية، حيث اتصل بملكها النورماندي روجر الثاني، الذي حكم من عام (562هـ/1166م) إلى عام (585هـ/1189م). وألف له كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، الذي يعتبر من أفضل ما كتب عن جغرافية أوربة بصورة عامة والأندلس بصورة خاصة.‏
يتألف كتاب نزهة المشتاق المطبوع من جزأين، تكلم الإدريسي في مقدمة الجزء الأول عن الكرة الأرضية من ناحية شكلها وبحارها وأقاليمها فقال: "والأرض في ذاتها مستديرة، لكنها غير صادقة الاستدارة، فمنها منخفض ومنها مرتفع، والماء يجري من أرفعها إلى أخفضها، والبحر المحيط يحيط بنصف الأرض إحاطة متصلة". ويشبّه الإدريسي الكرة الأرضية ببيضة مغرقة في الماء إلى نصفها، والماء في طست، هو البحر المحيط.
ويشكل القسم المسكون من الأرض ربعها، وقد قسمه العلماء إلى سبعة أقاليم، كل إقليم منها مار من المغرب إلى المشرق فوق خط الاستواء. وليست هذه الأقاليم بخطوط طبيعية، لكنها خطوط وهمية محدودة.‏
أطلق الإدريسي على البحر المتوسط اسم البحر الشامي، واعتبره خليجاً يتفرع من البحر المظلم عن طريق المجاز (مضيق جبل طارق) المسمى بالزقاق، وعلى طرفيه من ناحيتي الشرق والغرب الجزيرة الخضراء وجزيرة طريف. وعلى الساحل الإفريقي تجاه الجزيرة الخضراء تقع مدينة سبتة. ويقول الإدريسي إنه يصاد فيها شجر المرجان الذي لا يعد له صنف من صنوف المرجان المستخرج من جميع البحار. وفي مدينة سبتة سوق لتفصيله وحكّه وثقبه وصنع خرز منه، وهو ينظم عقوداً تحمل إلى غانة وبلاد السودان.‏
ثم تحدث الإدريسي عن المعادن (المناجم) المنتشرة في إسبانية فقال: وعلى ضفة نهر تاجه الشمالية تقع مدينة لشبونة، وفي جنوبها يقع حصن المعدن، وسمي بذلك لأنه عند هيجان البحر يقذف بالذهب والتبر. فإذا جاء الشتاء قصد أهل تلك البلاد هذا الحصن لجمع الذهب. وفي جبال طليطلة يوجد معادن الحديد والنحاس، ولكن الإدريسي لم يتكلم على الصناعة فيها بالتفصيل، لأنها كانت قد وقعت بأيد الإسبان. لكنه تكلم على مدينة المرية وقال : إنه كان يصنع فيها أصناف الأدوات النحاسية والحديدية. وبالقرب من النهر الكبير تقع قرية بطرنة، وبها معدن التوتيا الذي فاق جميع معادن التوتيا طيباً.‏
ثم تكلم الإدريسي عن مدينة فرنجولش التي تقع على نهر ملبال، المار من إشبيلية وقرطبة . وهي مدينة حصينة وعلى مقربة منها معادن الفضة في موضع يعرف بالموج. وعلى بعد ستة عشر ميلاً منها حصن قسطنطينة وبجبال معادن الحديد الجيد الذي يرسل إلى جميع أنحاء الأندلس. وبشمال مدينة قرطبة، وعلى بعد مرحلة منها، يوجد الحصن الذي به معدن الزئبق، ومنه يصدّر الزئبق والزنجفر (كبريت الزئبق الطبيعي) إلى جميع أقطار الأرض.‏
ويقول الإدريسي : إن هذا المنجم كان يخدمه أكثر من ألف عامل، فقومٌ للنزول فيه وقطع الحجر، وقومٌ لنقل الحطب وحرق الفلز، وقوم لصنع أواني سبك الزئبق وتصعيده، وقوم لبناء الأفران والحرق. ويذكر الإدريسي أنه رأى ذلك المنجم، وأخبره العمال أن عمقه من وجه الأرض إلى أسفله يبلغ أكثر من (250) قامة.‏
ثم انتقل إلى جزيرة سردينية فقال إنها كبيرة القطر كثيرة الجبال قليلة المياه. وأهلها في الأصل روم أفارقة متبربرون ومتوحشون. وفيها معادن الفضة الجيدة، ومنها تخرج إلى كثير من بلاد الروم.‏
وحينما زار الإدريسي صقلية، وصف بالتفصيل أهم معالمها، وذكر أماكن وجود مناجم الحديد والذهب بالقرب من مدينة مسيني،
في الجبل المجاور لها يوجد معدن الحديد، وعلى بعد مرحلة منها منجم للذهب. وقال عن جزيرة كريت إن فيها معدن الذهب أيضاً، ولكن لم يعين مكانه ولاصفاته وكميته. ولما وصل إلى جزيرة قبرص وصف أرضها وأشهر مدنها، وقال أن فيها معادن الزاج المنسوب إليها لكنه لم يتكلم على طريقة تحضير النحاس فيها.‏
ثم انتقل الإدريسي إلى الساحل السوري فعدد مدنه المشهورة وهي طرابلس الشام وجبلة وانطرسوس وبلنياس وحصن المرقب واللاذقية. وعين مسافات بُعد بعضها عن بعض، لكنه لم يذكر شيئاً عن صناعاتها المعدنية. وتابع طريقه إلى جزيرة ابن عمر ومنها إلى أرمينية، حيث يوجد قرية عامرة تدعى التل، وهي على نهر سريط، وعلى بعد مرحلة من جبل جوغان، وهناك منجم حديد جيد يستخرج منه الكثير ويحمل إلى الآفاق. وحينما وصل الإدريسي بكلامه إلى مدن العراق ذكر أن في القادسية يصنع الزجاج، وفي جبل ماردين يوجد جوهر الزجاج الجيد.‏
وتكلم بعد ذلك على بلاد خراسان، وكانت مدينة نوقان دار الإمارة، وبها قبر علي بن موسى الرضا رضي الله عنه. وإلى جانبها جبل منه يقطع البرام لسائر البلاد، وفيه معادن الفضة والنحاس والحديد. ويوجد بها من أحجار الفيروزج والخماهن والدهنج والبلور الشيء الكثير.‏
المؤلفات العربية في كيمياء المعادن:‏
إن أول اهتمام ظهر للعرب في علم الكيمياء كان أوائل العصر الأموي، وذلك على يد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (ت85هـ/705م). لقد سعى هذا الأمير للحصول على مؤلفات يونانية وقبطية، تكلم أصحابها على صنعة الكيمياء. واستعان براهب اسكندراني يدعى اصطفان لترجمة ما جاء فيها وشرحه. أما صنعة الكيمياء فكان يراد بها قديماً تحويل المعادن البخسة، كالزئبق والنحاس وغيرهما إلى فضة أو ذهب.
 

وفي كتاب الفهرست لابن النديم أسماء عدد كبير من قدماء الفلاسفة وأصحاب الصنعة، ممن تكلموا عليها في مؤلفاتهم، والتي نذكر منها: كتاب الإسكندر في الحجر، كتاب اصطفان، كتاب مارية القبطية، كتاب ماغنس، كتاب ديمقراطيس، كتاب سرجس الراهب، كتاب زوسيموس، كتاب أرس الأكبر والأصغر... ويقول ابن النديم إن خالد بن يزيد، بعد أن أتقن الصنعة، وضع عدة مؤلفات منها: كتاب الحرارات، الصحيفة الكبرى والصغرى. كما يوجد له كثير من الشعر في هذا المعنى، رأى منه ابن النديم نحو خمسمائة ورقة.‏
لقد انتشرت كتب الصنعة في مصر، منذ القرن الثاني بعد الميلاد، كما ثبت وجود ترجمات سريانية لبعضها في بلاد الشام، تعود للقرن السادس الميلادي. وكانت هذه المؤلفات تضم كثيراً من الأوهام والطلاسم والرموز الغامضة.‏
وبعد وفاة خالد بن يزيد ظهر عدد من الباحثين العرب والمسلمين، ممن اهتم وألّف بهذه الصنعة، وقال بإمكان تحقيق الهدف منها، وذهب آخرون إلى أنها مستحيلة التحقيق، ولا جدوى من ممارستها.‏
وفي أواسط القرن الثاني للهجرة اشتهر كيميائي آخر مارس هذه الصنعة هو أبو عبد اللّه جابر بن حيان الكوفي (ت196هـ/813م). لقد أنكر بعض أهل العلم، وكبار الوراقين، كما يقول ابن النديم، وجود جابر بن حيّان. وقال بعضهم إنه إذا كان له حقيقة فإنه لم يصنف إلا كتاب الرحمة، وأن المصنفات الكثيرة التي تنسب إليه قد وضعها بعض الناس ونحلوه إياها.‏
وهذا القول بعيد عن الواقع، لأن جابر بن حيان كان تلميذاً للإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وله مصنفات كثيرة ومشهورة. وعلى الرغم من أن أكثرها قد فقد إلا أنه بقي منها نحو ثمانين كتاباً أو رسالة، وهي محفوظة في أشهر مكتبات العالم، ومدونة باللغة العربية أو اللاتينية، أو بكليهما.‏
لقد ذكر جابر بن حيان في مؤلفاته التجارب والطرائق والقواعد التي استند إليها في بحوثه، بطريقة تتراوح بين الغموض والوضوح.
وفي كتاب الفهرست لابن النديم أسماء عدد كبير من قدماء الفلاسفة وأصحاب الصنعة، ممن تكلموا عليها في مؤلفاتهم، والتي نذكر منها: كتاب الإسكندر في الحجر، كتاب اصطفان، كتاب مارية القبطية، كتاب ماغنس، كتاب ديمقراطيس، كتاب سرجس الراهب، كتاب زوسيموس، كتاب أرس الأكبر والأصغر... ويقول ابن النديم إن خالد بن يزيد، بعد أن أتقن الصنعة، وضع عدة مؤلفات منها: كتاب الحرارات، الصحيفة الكبرى والصغرى. كما يوجد له كثير من الشعر في هذا المعنى، رأى منه ابن النديم نحو خمسمائة ورقة.‏
لقد انتشرت كتب الصنعة في مصر، منذ القرن الثاني بعد الميلاد، كما ثبت وجود ترجمات سريانية لبعضها في بلاد الشام، تعود للقرن السادس الميلادي. وكانت هذه المؤلفات تضم كثيراً من الأوهام والطلاسم والرموز الغامضة.‏
وبعد وفاة خالد بن يزيد ظهر عدد من الباحثين العرب والمسلمين، ممن اهتم وألّف بهذه الصنعة، وقال بإمكان تحقيق الهدف منها، وذهب آخرون إلى أنها مستحيلة التحقيق، ولا جدوى من ممارستها.‏
وفي أواسط القرن الثاني للهجرة اشتهر كيميائي آخر مارس هذه الصنعة هو أبو عبد اللّه جابر بن حيان الكوفي (ت196هـ/813م). لقد أنكر بعض أهل العلم، وكبار الوراقين، كما يقول ابن النديم، وجود جابر بن حيّان. وقال بعضهم إنه إذا كان له حقيقة فإنه لم يصنف إلا كتاب الرحمة، وأن المصنفات الكثيرة التي تنسب إليه قد وضعها بعض الناس ونحلوه إياها.‏
وهذا القول بعيد عن الواقع، لأن جابر بن حيان كان تلميذاً للإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وله مصنفات كثيرة ومشهورة. وعلى الرغم من أن أكثرها قد فقد إلا أنه بقي منها نحو ثمانين كتاباً أو رسالة، وهي محفوظة في أشهر مكتبات العالم، ومدونة باللغة العربية أو اللاتينية، أو بكليهما.‏
لقد ذكر جابر بن حيان في مؤلفاته التجارب والطرائق والقواعد التي استند إليها في بحوثه، بطريقة تتراوح بين الغموض والوضوح. لذلك نصحه أستاذه ومرشده، الإمام جعفر، أن يلجأ إلى إيضاح أفكاره، وهذا ما ذكره في كتابه (الرحمة). أما الإنجازات التي تمت على يد جابر في حقل الكيمياء فمنها تحضير بعض الحموض: حمض الخل (روح الخل)- حمض الكبريت ( زيت الزاج)- حمض كلور الماء (روح الملح)- حمض الآزوت (الماء القوي). كما اهتدى لتحضير الماء الملكي، وهو المذيب العام لجميع المعادن، من مزج الماء القوي مع روح الملح، وهي الطريقة التي لم تزل مستعملة حتى اليوم.‏
لقد اعتمد جابر على النظرية التي تقول بأن جميع المعادن ناشئة من اتحاد الزئبق مع الكبريت داخل الأرض. وعلى الرغم من بطلان هذه النظرية إلا أن جابر استطاع في أثناء التجارب التي قام بها على هذين العنصرين أن يحصل على أشكال الكبريت المختلفة، وهي الأصفر والأبيض والأحمر. وأن يحصل على الزنجفر الأصفر (Shg2) بطريقة اصطناعية، وأن يحصل أيضاً على أكسيد الزئبق الأحمر. وهي سلسلة من العمليات الكيماوية التي أمكن بها الحصول على مركبات معدنية ذات ألوان مختلفة، مما جعل جابر وغيره من أصحاب الصنعة يتابعون تجاربهم، دون كلال أو ملل، للحصول على الفضة والذهب بطريقة اصطناعية.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
لتعدين أساس علم الكيمياء عبر التاريخ امير نهر الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: