ما قبل “عاصفة الحزم” ليس كما بعدها

رأت مصادر متابعة لعملية “عاصفة الحزم” انها تمثل تحولا نوعياً استراتيجياً في مسار الاحداث التي تعصف في الشرق الاوسط، مشيرة الى ان ما قبل “عاصفة الحزم” لن يكون كما بعدها.

وأشارت الى ان القيادة الجديدة في المملكة العربية السعودية إتخذت قرارا بمواجهة التمدد الايراني في العالم العربي، بعد طول تردد من القيادة السابقة التي كانت لها طريقتها في إدارة شؤون المنطقة وأزماتها، والتي كانت تتجنب الخوض مباشرة في الصدامات التي نشبت او كانت تنشب في هذه الدولة او تلك، مع سعيها الى عدم التورط مباشرة في اي نزاع، وتضيف إن القيادة الجديدة وفور تسلمها مهامها بدأت تعد لسياسة مواجهة، بدأت في الخاصرة الاضعف والاقرب في الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية في اليمن، وأنجزت بسرعة قياسية تحالفا عربيا وإسلاميا، تقدمته القوات السعودية، بعددها وعديدها، واستطاعت خلال عشرة أيام تجاوز الفيتوات في مجلس الامن، والتي حالت وتحول دون إتخاذ اي قرارا حاسم بشأن التمرد الحوثي في اليمن، وتصرفت قوى التحالف بقيادة العربية السعودية إستجابة لطلب الشرعية اليمنية التي أمعن الحوثيون في إذلالها وفرض سيطرتهم على مقدراتها واستعلائهم عليها.

وتضيف المصادر ان عملية “عاصفة الحزم” لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها والمتمثلة بإعادة الحوثيين الى حجمهم الطبيعي وعزل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، للدور السلبي الذي إضطلع به في تأمين الدعم الخلفي للحوثيين ودفعهم الى واجهة الاحداث اليمنية، ونكوثه بالاتفاقات السابقة التي أفضت الى تخليه عن الرئاسة.


وتشير المصادر الى ان المملكة العربية السعودية لديها الكثير من الاوراق والعلاقات اليمنية التي تخولها ان تكون الجامع المشترك بين مكونات الشعب اليمني، بعد ان تبرد الرؤوس الحامية في جماعة الحوثي، نظرا للجوار اليمني السعودي، وعلاقات القربى التي تربط القبائل المنتشرة على طرفي الحدود، إضافة الى العلاقات التاريخية التي تربط اليمن بالسعودية، ما يعطي قيادة المملكة افضلية تولي رعاية العملية السياسية في اليمن حين تصبح ظروها مهيأة، خصوصا ان المملكة حددت اهداف العملية العسكرية بإعادة الاطراف جميعا في اليمن الى طاولة الحوار في الرياض، توصلا الى حل سياسي ينهي الازمة اليمنية باوجهها كافة.

وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان الحلف الجديد يضم اكثر من مليار شخص وهو لن ينتظر قرارات اممية او دولية لمعالجة الاخطار التي تتهدد الدول المنضوية فيه، خصوصا ان منظمة دول المؤتمر الاسلامي البالغ عدد الدول المنضوية فيها 57 دولة ليست بعيدة عن الانضمام الى التحالف الحالي نظرا لمعاهدة الدفاع المشترك التي يرتبط بها الاعضاء، وتاليا فإن مجموع ما سيضمه التحالف لاحقا قد يصل عدد السكان التابعبن له قرابة 30% من حجم سكان الارض، وهو سيمارس مهامه في صيانة حدود الدول وشرعياتها الدستورية في معزل عن إنتظار مواقف أميركية مترددة او روسية متواطئة مع هذا الفريق او ذاك، مشيرة الى ان انظار الحلف تتجه نحو بلاد الشام بعد اليمن حيث لن يكون مسموحا ان تقع بغداد ودمشق وبيروت تحت الهيمنة الايرانية وسط تفرج العالم العربي