رجال الأعمال الذين خذلوا مصر

رئيس الدولة يتبرع بنصف ثروته ونصف راتبه في مشهد غير مسبوق ضرب المثل والقدوة في العطاء من أجل مصر.
مواطنون بسطاء وفقراء ومحدودو الدخل يتنافسون علي التبرع لصندوق " تحيا مصر " وعلي شراء شهادات استثمار قناة السويس في صورة تدعو للفخر وتعكس المعدن النفيس للمصريين.
مؤسسات وطنية علي رأسها القوات المسلحة يتنازل رجالها طواعية وبحب وعطاء عن جزء من مرتباتهم ومدخراتهم من أجل مصر في معني فريد للتلاحم والبذل والتضحية.
هذه هي الصورة المشرقة التي تبعث في النفوس الأمل والأطمئنان أن هذا البلد سيظل آمناً مستقراً واحداً بفضل الله.
علي الجانب الآخر.. وفي الركن المظلم نجد أن عدداً من رجال المال والأعمال وأصحاب الثروات الطائلة لم نسمع لهم حساً ولا خبراً عن التبرع لصندوق "تحيا مصر" أو شراء شهادات استثمار قناة السويس التي تدر عائداً سنوياً 12% وتحقيق أيضاً مكاسب لهم.
رجال الأعمال طوال العقود الماضية حصلوا علي كل شيء نهبوا البلد واستولوا علي أراضي بالكيلومترات تحت دعاوي الاستصلاح والزراعة ولكنها كانت لأغراض التسقيع والحصول علي المليارات بعد أن تم تحويل هذه المساحات الشاسعة إلي منتجعات وقصور فاخرة وقري سياحية وتسهيلات مفجعة من البنوك ربما لم تسدد إلي الآن بعد أن وصلت فوائدها إلي المليارات ولم يحاسب أحد في حين كان الغلبان يدخل السجن في بضع آلاف من الجنيهات.
رجال الأعمال الذين يعيشون وأسرهم في واد من النعيم والرفاهية والشعب المطحون الذي يضحي ويبذل ويحب بلده في واد آخر.
سمعت أن سيدات وزوجات وهوانم رجال الأعمال والأثرياء وأصحاب المال في أحد الشواطئ الخاصة بالساحل الشمالي وهو شاطئ مخصص للسيدات احضروا الراقصة صافيناز للرقص والتسلية عنهم والترفيه عن الهوانم مقابل عشرات الآلاف للراقصة المعجزة ولأن فيهن من المحجبات رفضن التصوير علي الشاطئ بالموبايلات والكاميرات ونشبت المعركة "بالشباشب" والعصي .
عندما يسمع المواطن الغلبان مثل هذه الروايات والحكايات ماذا يفعل؟ ناهيك عن السفر للخارج وشراء مستلزمات تافهة بآلاف الدولارات وشراء أطعمة الكلاب والقطط من بلاد بره والذهاب بهذه الحيوانات إلي كبار الأطباء والعيادات في حين أن المواطن الغلبان أو المعدوم يبحث عن طعامه أحياناً في صناديق القمامة.
بغض النظر عن أن هذه الأموال الطائلة والثراء الفاحش جاء من حلال أو حرام هل يعقل أن مصر في أزمة اقتصادية طاحنة ومن قبلها تخوض معركة وجود طاحنة ونجد أن بعض رجال الأعمال والمال يبخلون بجزء ضئيل من هذه الثروات لإنقاذ الاقتصاد المصري والمساهمة في مشروعاتها القومية لحفظ وجه وكرامة الوطن حتي لا نسأل الناس الحافاً.
هل يظن هؤلاء أنهم في مأمن إذا تعرضت البلاد لا قدر الله لخطر داهم أو تعرضت البلاد لأزمات وانهيار الخدمات أو مجاعة تأكل الأخضر واليابس أم لهم وطن آخر يحملون جنسيته ويتحصنون بها وعلي استعداد علي شد الرحال بطائراتهم الخاصة التي اشتروها من دماء الشعب.
الغريب والعجيب في إحدي المؤتمرات الاقتصادية التي أقامتها إحدي المؤسسات الصحفية الكبري وقف بعض رجال الأعمال يطالبون بتخفيف الضرائب ويتهمون الحكومة بممارسة الجباية عليهم وأن هذه الجباية تضر بالاقتصاد الوطني وآخر وهو أكثر رجال الأعمال ثراءً وحصل علي امتيازات غير مسبوقة وأراضي تقدر بمساحات دول صغيرة يريد أن يغلق صفحة الماضي بفساده وملفاته وسرقة قوت وأموال الشعب هل هذا معقول؟. وأيضاً بعض رجال الأعمال الكبار تنازلوا وتفضلوا علينا بالتبرع ببضعة ملايين لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تمثل أي نسبة من ثروات وأرصدة وأراضي وعقارات ومصانع ومنتجعات وقصور وفيللات وأموال في بنوك الخارج لذلك عرفت أين ذهبت 82 مليار جنيه ضرائب لم تسدد بعد؟
المواطن المصري البسيط والغلبان هو بطل ملحمة بناء مصر وهو من يلتف حول رئيس الدولة المحترم عبدالفتاح السيسي ولم يفهم الأثرياء الرسائل التي بعث بها الرجل مراراً وتكراراً.
الخوف أن يقود هؤلاء حملات شرسة ضد الرئيس ويتلاعبون في كل شيء لأنه رجل لا يعطي إلا كل ذي حق حقه ولا يتنازل عن مليم من حق هذا الشعب لأحد لا يستحقه وعليهم أن يفهموا أن النهج مختلف هناك رئيس يسانده جموع الشعب ودولة استعادة قوتها وهيبتها ولن يضيع فيها حق بعد اليوم.
تذكرة
علي من يطلقون الشائعات والأكاذيب سواء في إسرائيل أو الإخوان وأنصارهم من الخونة والإرهابيين في قطر وتركيا أن يتذكروا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الذي تصدي لمخطط مرسي وعصابته لبيع سيناء عندما أصدر قانون حظر تملك الأراضي في سيناء إلا لأهلها وبحق الانتفاع لمدة 50 عاماً للمصريين فقط وأن من تربي ونشأ وتعلم في القوات المسلحة المصرية لا يمكن أن يفكر في التفريط في حبة رمل واحدة من تراب مصر.
قصر نظر
أحد الكتاب في موقع إلكتروني شهير علق في مقاله علي إعلان بالجمهورية الأسبوعي للهيئة العربية للتصنيع ساخراً أنها تروج لبيع قطارات وعربات مترو الأنفاق لبيعها للمواطن.
عذراً هذا التناول وهذه النظرة مشوبة بالقصور وقصر النظر لأن المواطن صاحب حق أن يعرف أن بلده دخلت مجال الصناعات الثقيلة وتصنيع القطارات وعربات مترو الأنفاق بعد أن انقذت الهيئة المصنع من الضياع وهذا يدعو للفخر وليس للسخرية.. فليس كل إعلان للبيع والترويج ولكن أحياناً للتوعية والتعريف بالإنجاز وهذا حق المواطن بدلاً من الصورة السوداء التي يحاول أن يروجها عن مصر.

» (( إنما الأعمال بالنيات ))
» (( يــــا رجال الدين ))
» ((( رجال حول الرسول )))
» رجال حول الرسول
» الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم!