انطلاقة عالمية جديدة للأزهر

انطلاقة عالمية جديدة للأزهر تابعت عن كثب زيارة وفد الأزهر الشريف برئاسة د.عباس شومان وكيل الأزهر الأمين العام لهيئة كبار العلماء إلي تايلاند وشاهدت من خلال الصور والتقارير اليومية التي بثها د.شومان علي صفحته علي "الفيس بوك" مدي الحفاوة البالغة التي قوبل بها الوفد الأزهري من المسلمين وغير المسلمين في تايلاند مما وفر لعلماء الأزهر مناخاً جيداً لكي يتحركوا ويتحولوا إلي شعلة نشاط مستحضرين قول الشاعر الكبير أحمد شوقي: "قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا.. وانثر علي سمع الزمان الجوهرا".
زيارة وفد علماء الأزهر إلي تايلاند والتي جاءت بدعوة من المسلمين هناك لتكريم علمائه في فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر ينبغي أن تتكرر إلي بلاد كثيرة في كل قارات العالم لزيادة ارتباط المسلمين في كل بقاع الأرض بالأزهر الشريف ومساهمته في حل مشكلاتهم الدعوية والثقافية. وهو ما يحقق هدف الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب في أن يكون الأزهر فعلاً لا كلاماً ملكاً للمسلمين جميعاً وليس للمصريين وحدهم. ولا للعرب فحسب.
من هنا أطالب شيخ الأزهر بوضع خطة سريعة لتواصل كبار علمائه مع المسلمين في كل قارات العالم بحيث تكون هناك زيارة كل شهر لبلد من البلاد الإسلامية غير العربية والتعايش مع المسلمين فيها عدة أيام والتعرف علي أحوالهم عن قرب والتشاور معهم في كيفية التعامل مع مشكلاتهم الفكرية والثقافية وكيفية دعم الإسلام الوسطي الذي يمثله الأزهر في تلك البلاد خاصة بعد انتشار التشدد الديني وجماعات التطرف والتكفير في كل بقاع الأرض نتيجة غياب الرؤية الإسلامية الصحيحة.
ونتائج زيارة وفد علماء الأزهر إلي تايلاند نتائج مغرية باستنساخ الزيارة إلي بلاد أخري عديدة فقد حققت مكاسب كبيرة للأزهر كمؤسسة إسلامية وسطية. ولمصر الدولة الإسلامية التي تحاول الآن ميليشيات الإخوان وأباعهم من المضللين تشويه صورتها في كل ربوع العالم.
****
لقد حاولت دول ومؤسسات وجماعات متطرفة تشويه صورة الأزهر وتقزيم دوره ولم تستطع. حتي في ظل حالة التقشف الفكري والمادي التي عاشها الأزهر في ظل أنظمة سياسية سابقة ظل الأزهر قبلة علمية وثقافية للمسلمين في كل ربوع الأرض.
والآن يجب أن ينطلق الأزهر عالمياً ويستعيد الأرض التي افتقدها بسبب انشغاله بهموم مصر الداخلية وتصحيح مسيرته كمؤسسة دعوية وتعليمية وبحثية يتطلع المسلمون إلي أن تكون دوماً في صدارة المشهد.
وإذا كان القائمون علي أمر الأزهر يعترفون في شجاعة بأن المؤسسة الإسلامية الأكبر في العالم قد تراجع دورها عالمياً بفعل ظروف صعبة عاشها الأزهر خلال العقدين الماضيين. فإن انطلاقة جديدة للأزهر علمياً يجب أن تبدأ علي الفور خاصة بعد النتائج الجيدة لزيارة وفد علماء الأزهر إلي تايلاند. وهذه الانطلاقة الواجبة تفرض علي علماء الأزهر التحرك سريعاً وبخطط مدروسة للتواصل مع كل مسلمي العالم. ولا ينبغي هنا أن يردد البعض أن التواصل يتحقق من خلال استقبال مئات الطلاب والدعاة من أبناء العالم الإسلامي للدراسة بالأزهر والتدريب علي فنون الدعوة علي يد علمائه وكبار دعاته. بل الانطلاقة الأهم تعني الوصول إلي المسلمين في عقر دارهم. وإلي الأقليات الإسلامية في العالم والتعرف علي مشكلاتهم واحتياجاتهم علي أرض الواقع.
ومكاسب زيارة علماء الأزهر للمسلمين في بلادهم والتحاور معهم لا تحقق مكاسب للمسلمين في هذه البلاد فحسب. بل تحقق مكاسب لمصر العربية الإسلامية التي شوه صورتها عناصر متطرفة وجماعة إرهابية تستخدم الآن كل الوسائل لإلقاء الغبار علي وجه مصر الإسلامي وتشويه مسيرة شعبها الرافض لجماعات التطرف والإرهاب والمتطلع إلي دين وسطي يتمثل في الإسلام العظيم المعتدل الذي لا يعرفه المتطرفون والإرهابيون.
****
لا ينكر أحد أن الأزهر يستقبل أبناء المسلمين من كل بقاع الأرض للدراسة به في التخصصات الشرعية والعربية التي يرغبون فيها وتحتاجها بلادهم حتي أن دولة واحدة غير إسلامية مثل تايلاند يبلغ عدد طلابها الدارسين بالأزهر ما يقرب من ثلاثة آلاف طالب وطالبة وتطالب بالمزيد.. كما لا ينكر أحد أن الأزهر أنشأ كياناً للتواصل مع خريجيه في كل دول العالم وهو "الرابطة العالمية لخريجي الأزهر" ومقرها القاهرة ولها أربعة عشر فرعاً منتشرة في قارات العالم.
كما يرسل الأزهر مئات الدعاة سنوياً لنشر ثقافة الثقافة الإسلامية الصحيحة بين المسلمين.
لكن.. كل هذا لا يغني عن قيام كبار علماء الأزهر بزيارات ميدانية وفتح حوارات مع المسلمين في العالم والتعرف علي مشكلاتهم عن قرب وهذا ما ينبغي أن يكون علي خريطة أولويات الأزهر خلال المرحلة القادمة.
****
بقي أن يعي المتربصون بالأزهر داخل مصر وخارجها أن المؤسسة الإسلامية الشامخة لن تضعف ولن تلين أمام المتطاولين علي الإسلام وجماعات الضلال التي تستهدف "تقزيم" كيان الأزهر وتهميش دوره في حياتنا الوطنية والدينية.
الأزهر سينطلق في الداخل والخارج رغم أنف هؤلاء بفضل حكمة شيخه وجهود علمائه وما يحدث بداخله الآن من حركات تصحيح في مختلف قطاعاته التعليمية والدعوية.
الأزهر بدأ بعد ثورتين مصريتين يستعيد مكانته بعد أن نال استقلاله. وقد استعاد ثقة المسلمين وغير المسلمين بعد مواقفه الوطنية التي كانت محل تقدير كل الشرفاء في مصر والعالم. وبعد أن تحرر من سلطة الدولة. واستعاد هيبته. وأصبح له رأي يحترم. وموقف تعمل له الدولة ألف حساب.
الأزهر يقوده عالم مستنير يوزن المواقف بميزان حساس ويحاول بكل الوسائل أن يعيد للأزهر دوره في الحياة الوطنية المصرية بنفس قدر اهتمامه باستعادة دور الأزهر الدعوي والفكري والثقافي كمنارة علمية وقبلة ثقافية يحترمها الجميع داخل مصر وخارجها.
الأزهر انطلق نحو استعادة ثقة المسلمين في الداخل والخارج ولن يوقفه أحد.ش

» بيان للأزهر يدين نشر رسوم مسيئة للإسلام والرسول بصحيفة فرنسية
» أسرار جديدة حول فض الاعتصامين
» مدينة عالمية على الأراضى المصرية. جبل الجلالة
» صور نادرة تكشف: القاهرة مدينة «عالمية»
» معلومات جديدة وجميلة