فساد فوق الاعناق

إذا كان الفساد فى المحليات كما وصفه أحد رموز النظام الاسبق قبل ثورة يناير فوق »الركب« فإنه اليوم وصل الى فوق الاعناق، فبصمات الفساد تتجلى فى كل مكان بداية من المبانى الشاهقة المخالفة المقامة بدون تراخيص والأراضى الزراعية

التى تقلصت مساحتها لتتحول الى كتل خرسانية تهددنا بالمجاعة وشبكات الطرق ومياه الشرب والصرف والكهرباء البعيدة تماما عن اى مواصفات للجودة او حتى الصيانة
الأسباب التى أدت الى فساد المحليات عديدة ومزمنة، لكن اهمها هو تدنى رواتب موظفى الاحياء، بالإضافة إلى طول الإجراءات وكثرتها والروتين الإدارى الذى يخنق المواطن طالب الخدمة وهو ما دفعه فى كثير من الاحيان الى مخالفة القانون، وان يفعل ما يحلو له طالما هناك تصالح وغرامة، ولا توجد قوانين رادعة خاصة فى ظل غياب سلطة الدولة، وضعف الرقابة الشعبية على أداء المحليات رغم انها دور اصيل للمجالس الشعبية المنتخبة.

والحل الآن هو لابد من زيادة ساعات العمل فى ادارات الاحياء، وتطبيق نظام الموظف الواحد، حيث يلتقى طالب الخدمة مع موظف الحى المختص الذى يراجع كافة أوراق المواطن فإذا كانت مستوفاة يسدد جميع الرسوم وانهاء الإجراءات فى دقائق على أن يكون الموظف المختص تحت رقابة مباشرة، سواء من جانب رئيس الحى واعضاء المجلس المحلي.

ومقابل هذه الخدمة المتميزة التى يقدمها موظفو الاحياء فى سرعة إنهاء الإجراءات وانجازاها يتم زيادة رواتبهم دون ان تتحمل الموازنة العامة للدولة أى أعباء، حيث يجرى توفير الزيادة فى رواتبهم بشكل مشروع وقانونى من خلال فرض رسوم إضافية على المواطن طالب الخدمة، وتقدر هذه الرسوم وفقا لنوع الخدمة، والتى كان سيدفعها المواطن مرغما فى صورة رشوة للموظف مقابل إنهاء الإجراءات، وفى نفس الوقت تشجع الموظف والمواطن على السير بصورة قانونية، وعدم ضياع موارد الدولة.

هذا النظام يمكن ان يقلل حجم المخالفات والقضايا التى تنتج عنها ويحافظ على وقت المواطن كما يحافظ على كرامة موظفى الاحياء من الحصول على أموال حرام،
ويوفر 2 مليار جنيه خسائر تتكبدها الدولة بسبب بناء مليون ونصف مبنى مخالف فى مصر سنويا... ان علاج مشاكل مصر كلها يبدأ من المحليات.

» «أوراق بنما» تكشف أضخم فضيحة فساد فى العالم:
» محكمة أميركية تزج باسم زوجة الرئيس التركي في قضية فساد.. كيف كان رد أردوغان؟
» ورلد سوكر:حكاية قطر .. الدولة التى اشترت كرة القدم! ساركوزى مازال يواجه اتهامات فساد.. وشبهات حول صفقة نيمار ومونديال