(( غياب القائد ))

تواجه مصر أدق ظرف في تاريخها بدون قيادة واضحة، محددة، حازمة، تدير الأمور.. ليس تفجير مديرية أمن الدقهلية أول أمس الا نموذجا لارهاب سوف يكرر ما جري في اماكن أخري، موجة الارهاب التي تجتاح سيناء ويواجهها الجيش مع الشرطة وحيدين، تنتقل الي الدلتا، الاسماعيلية، الدقهلية والمتوقع اتساعها، اطراف عديدة تتحالف مباشرة او غير مباشرة لتدمير الدولة، لاسقاطها، قوي عالمية وعربية ومحلية، رموزهم واضحة داخل مصر، بعضهم مثقفون وفدوا علي مصر قبل 25 يناير او خلالها، اضافة الي الاخوان الذين يعلنون الحرب جهارا الآن علي الشعب المصري، هذا وضع طاريء علي طبيعة الاخطار التي عرفتها مصر من الخارج أو الداخل. مصادر الأخطار متعددة، لكن اشدها جسامة هؤلاء الذين يببرون العنف الدموي ويمهدون له، عرفت مصر موجات من الارهاب خلال القرن الاخير، آخرها في التسعينات الماضية، ولكن ما نواجهه الآن حرب بكل معني الكلمة، يتم ذلك والدولة في حالة وهن وتفكك، ومن يلم بتاريخ مصر يدرك أن أخطر ما تواجهه مصر الآن غياب القائد، غياب القيادة القوية، القمة في مصر ذات ذروة استثنائية، تلك طبيعة الدولة منذ القدم، في ظروف المحن لابد من شخص قوي، ملم بظروف الواقع داخليا وخارجيا، ومع احترامي الشخصي للرئيس المؤقت فهذا الوضع لا يتناسب مع لحظة تاريخية خطيرة قد تعم نتيجتها الفوضي، ليس من المعقول ان تواجه مصر ظرفا استثنائيا في مسارها برئاسة مؤقتة، وانسان زاهد في المنصب، يريد أن يغادره اليوم قبل الغد، اما الشخص الذي وقع عليه اختيار الشعب فعلا من خلال ثورة يونيو التي لم تسقط فقط الجماعة ولكن حددت الاختيار. الاستفتاء حدث بالفعل ولكن موقف من وقع عليه الاختيار غير واضح، وهذا عنصر سلبي بالنسبة للشعب والدولة معا. لانعرف هل ينوي الترشيح فعلا ويقود الدفاع عن الدولة بالمعني الشامل، او أنه يفضل البقاء مرتديا الزي العسكري كوزير للدفاع. في تقديري ان الاسماء التي تتردد الآن او تلك التي تطرح نفسها في حالة نجاح احدها لن تقبل باستمرار وزير دفاع قوي له شعبية، ما قام به القائد العام في يونيو موقف تاريخي بكل المقاييس، لكنه بداية وليس نهاية، لايتعلق الامر بالجميل واتمامه، انما يتصل بطبيعة الدولة والفهم الدقيق لما جري في يونيو، وادراك خطورة الموقف الحالي، استمرار نفس القيادة مصيري للوطن أما إذا كانت هناك اسباب غامضة فلتتضح الاوضاع قبل الكارثة