حرق العلم المصري

ما يتوالي علينا من أخبار بسبب ارهاب الإخوان للشعب المصري مرعب،‮ ‬يكفي دم الشهداء في سيناء،‮ ‬وتخريب الجامعات والمنشآت،‮ ‬غير أن حرق العلم المصري سابقة لم يعرفها المصريون منذ ما قبل الاسرة الاولي التي جري فيها توحيد القطرين،‮ ‬هذا العلم تسابقت اجيال في تقديم الدماء والارواح ليبقي مرفوعا،‮ ‬مصانا،‮ ‬أما أن يتقدم عدد من الشباب في ميدان التحرير ويقومون بنزعه ودوسه بالاقدام ثم احراقه فهذا ما لم يتخيله احد‮. ‬وما لم نتصور أننا سنراه بأعيننا،‮ ‬كثير من الحوادث الرهيبة تمر الآن بدون اهتمام أو فحص،‮ ‬واضح ان الحكومة الحالية قد استعارت من النظام السابق هذه الخاصية،‮ ‬دعهم يتكلمون ونحن نفعل ما نريد،‮ ‬لكن‮ ‬غاب عن الببلاوي ومعاونيه الممالئين للإخوان ان الظروف اختلفت،‮ ‬اضرب مثالا بزعم بعض قادة الإخوان ان اعتداء جنسيا وقع عليهم،‮ ‬هذا الزعم أحدث دويا في العالم،‮ ‬وقد عانيت هذا بنفسي،‮ ‬اساتذة محترمون وكتاب ومصريون مقيمون منذ مدد طويلة في اماكن بعيدة يسألون عن الاحوال وبينها‮: ‬هل جري اعتداء جنسي في السجن علي العريان والبلتاجي؟،‮ ‬الرد الذي اقترحناه هو ضرورة الكشف علي كل من ادعي ذلك في مؤتمر صحفي عالمي،‮ ‬يحضره ممثلون عن الاخوان،‮ ‬وتجري وقائع الاعلان عن نتائجه واتخاذ الاجراءات التي تترتب علي ذلك‮. ‬غير أن الذين ادعوا بصوت عال لوسائل الاعلام الكبري عادوا فقالوا ان ذلك لم يحدث‮. ‬النفي جاء بصوت هامس ومرّ‮ ‬الأمر،‮ ‬الحكومة لم تتخذ اجراءات الكشف لايضاح الحقيقة،‮ ‬مرت الأيام وبدأ الأمر بعيدا حتي أن أحدا لم يعد يذكره،‮ ‬لانريد للأمر أن يتكرر في واقعة حرق العلم‮. ‬السؤال الرئيسي يجب علي مراكز الابحاث والمفكرين الاجابة عليه،‮ ‬من اولئك الذين قاموا بهذا العمل؟،‮ ‬ما نوعية انتماءاتهم وتعليمهم والتربية السياسية التي جعلتهم يقدمون علي ذلك؟،‮ ‬هل قاموا بذلك نتيجة تكوين فكري معين أم ايجار مدفوع؟،‮ ‬تأملت المشهد طويلا في مواقع الانترنت،‮ ‬لاحظنا الهدوء الذي يجمع بينهم وذلك التنسيق في العمل والخطوة مما يؤكد أن الموضوع ليس تلقائيا وانه ليس ابن اللحظة،‮ ‬احراق العلم في ابسط معانيه يعني إلغاء الوطن وتدميره واسقاط مؤسساته،‮ ‬هذا الاسقاط المتعمد الذي بدأ لديّ‮ ‬بعض الاتجاهات خاصة الإخوان وما يسمون بالاشتراكيين الثوريين وجماعة‮ ‬6‮ ‬ابريل الصبية وغيرهم‮. ‬هذا موضوع له جانبه الأمني ولكن جانبه الفكري وخلفياته لاتقل خطورة،‮ ‬دلالاته وما يمكن ان ينتج عنه من أخطر ما عرفناه في هذا الوطن المستهدف الآن كما لم يستهدف من قبل‮.‬