"خرطوش" خوفو و"مولوتوف" الإخوان

"خرطوش" خوفو و"مولوتوف" الإخوان

لا تتعجب من هذا العنوان فأن أقصده تماماً فهناك شيء ما يربط بين واقعة دخول عدد من العلماء والباحثين الألمان إلي داخل غرفة دفن الملك خوفو بالهرم الأكبر وأخذ عينات من "خرطوش" الملك لتحليلها وبين تظاهرات الإخوان السلمية وغير السلمية التي تجاوزت كل الحدود والقوانين والأعراف الدولية. بما تحويه من أهداف خبيثة ووسائل محرمة سواء استخدام الأسلحة البيضاء أو القنابل والمولوتوف بل والأسلحة الثقيلة في كثير من الأحيان.
فدخول علماء ألمان أو يهود كما يردد البعض إلي غرفة دفن الملك خوفو وأخذهم عينات من خرطوشة الملكي دون علم قيادات الآثار أو الوزير المسئول كارثة بكل المقاييس تقال من أجلها حكومات وليس مسئولاً أو وزير اًفقط. فالواقعة تمس الأمن القومي فمن يدخل الهرم ويأخذ عينات من خرطوش الملك من السهل أن يدخله ويفجره.
ومن هذا المنطلق يجب ألا تمر الواقعة مرور الكرام و"تلبيسها" لموظف صغير فالكل مسئول من الوزير والأمين العام وحتي رئيس القطاع ومدير منطقة الهرم وصولاً إلي مفتش الآثار. فالواقعة المؤسفة حدثت يوم 22 أبريل الماضي وللأسف لم نعلم عنها شيئاً إلا بعد نشر العلماء المتورطين لمقاطع فيديو توضح الواقعة الفضيحة والأخطر من ذلك توضح "السقالات" والسلالم الخشبية والأجهزة التي استخدموها في أخذ العينات. وهو ما يؤكد أن العملية تمت بموافقة ومباركة أحد قيادات الآثار وإلا فالكارثة تكون أكبر وأخطر لو كان هؤلاء العابثون بتاريخ مصر وتراثها دخلوا خلسة.
وإذا عدنا لمظاهرات الإخوان ولماذا الربط بينها وبين واقعة "خرطوش خوفو". فنؤكد أن الأمر لا يختلف كثيراً فهما يؤكدان حقيقة واحدة هي غياب الدولة المصرية التي مازلنا نبحث عنها منذ 25 يناير 2011 وتفاءلنا خيراً بعد ثورة 30 يونيو بأنه سيتم تصحيح المسار وتعود الأمور لطريقها الصحيح. ولكن يبدو أن المشوار مازال بعيداً طالما أن الحكومة تتعامل مع مثل هذه الأمور بطريقة العلاج بالمسكنات ولم نحاول وضع حلول جذرية ونهائية للمشاكل التي تعترض مسار التنمية وتحقيق مصالح المواطن.
طبعاً نحن نؤمن أن التظاهر السلمي حق أصيل لكل مواطن يكفله الدستور والقانون ولولا المظاهرات ما كنا لنري معظم أو كل القيادات في مواقعهم الحالية. ولكن ليس معني ذلك أن تخرج التظاهرات عن سلميتها وأهدافها وتتحول إلي عائق أو مانع لمصالح المواطنين وإرهابهم. ومن هنا نطالب بتنفيذ القانون علي الجميع من أجل إنقاذ الوطن الذي أراه قاب قوسين أو أدني من السقوط وعندها سنكون كلنا خاسرين. وأمام مصلحة مصر وأمنها تتواري كافة المطالب والمصالح الشخصية والفئوية ولتذهب حقوق الإنسان والحريات وغيرها من الشعارات البراقة إلي الحجيم إذا كان المقابل سقوط مصر وتفتيت وحدتها.

» حدث فعلا.. هؤلاء حاولوا هدم هرم خوفو.. تعرف عليهم هرم خوفو
» ما بين الإخوان والمعارضة
» الكشف عن سر بناء هرم خوفو
» الإخوان و25 يناير
» هل استوعب الإخوان الدرس؟