المصريون إلى أين؟

يصدق أن هذه هى مصر وأن هؤلاء هم المصريون نفس الشعب الذى أبهر العالم منذ عامين فى ثورة كانت حديث الدنيا. من يصدق أن الأيدى التى اشعلت الحرائق فى المقطم وفى المنيل وفى المحلة وفى ربوع مصر كلها هى نفس الأيدى التى كان ينبغى أن تبنى وأن تزرع. ما ذنب أم حزينة أن يعود إليها ابنها مكسورا أو فقد عينه أو عاد جسدا هامدا. من أين جاءت هذه القلوب التى علقت جثث القتلى فى الميادين، إن للمجرمين محاكم تحاسبهم وقوانين تردعهم وتعاقبهم. كيف يحاصر الشباب المسلم مسجدًا فيه المصلين وأى دين فى الأرض يسمح بذلك. أن ما نراه الآن فى مصر يحتاج إلى سلسلة من المستشفيات النفسية والعقلية لأن معظم ما يحدث فى الشارع المصرى لا يدخل فى نطاق السياسة أو الثورة أو الثوار نحن أمام أطفال مشردين يحتاجون إلى شىء من الرحمة وأمام بلطجية استغلوا غياب الأمن وارتباك أحوال الدولة وأمام حالة انفلات فى كل شىء. وقبل هذا كله نحن أمام أمراض نفسيه تحتاج إلى علاج حقيقى ليعيد للناس عقولهم. أن ما حدث فى المقطم وما حدث قبل ذلك أمام سميراميس وشبرد والأطفال الصغار الذين نراهم كل يوم وهم يرشقون رجال الشرطة بالحجارة ويشعلون النيران فى مؤسسات الدولة هؤلاء فى حاجة إلى مصحات نفسية تعالجهم، من الظلم أن نتصور أن ما يحدث فى مصر الآن نشاط سياسى أو تحرك شعبى نحن أمام مجتمع انغلقت فيه كل الأشياء حيث لا قانون ولا أمن ولا انضباط ولا استقرار فى ظل غياب كامل للدولة وبعد ذلك نتحدث عن الانتخابات والمعارضة والبرلمان القادم ونصدر القوانين والتشريعات. أن هذه الأشياء مطلوبة من دولة حقيقية لها رعايا وفيها قوانين وتحاسب المقصرين فيها وما يحدث الآن فى الشارع المصرى يؤكد غياب الدولة بكل مؤسساتها وفشل المعارضة بكل تياراتها ولهذا أصبحت القوة الوحيدة فى الشارع المصرى هى قوة “البلطجية”. وحين يسود هذا المنطق ويتحكم فى سلوكيات الناس قل على الاستقرار السلام.

» (( المصريون والمستقبل ))
» المصريون والعفاريت
» المصريون‏..‏ وثمن الكرامة
» المصريون فى اليوم العالمى للسعادة!
» المصريون أرسوا أصول الانتماء الوطنى