عمر بلا مطر : محمد على بكر

عمـــرٌ بلا مطـــر



في غرفتي المحزونةِ الحمقاء أجلس وحديا

ما من صديقٍ أو حبيبٍ كي يؤانسَ وحشتي

غيرُ القصائد و الصور

غيرُ القصائدِ عابراتٍ من مواطنِها البحارَ

لكي تحُطَّ بشرفتي مثلَ القمر

و أحبتي في موكبِ الأيامِ راحوا...تاركينَ لىَ الضجر

ما خَلَّفوا غيرَ الضجر

و أسائلُ الصورَ القديمةَ عن زمانٍ قد غبَر

أوَذلكَ الوجهُ الصبيحُ بسالفِ الأيامِ لى؟

أوَهذه البسماتُ لي؟

فتُجيبني بدموعِها و حديثِها المتهدِّلِ

"كانت لطفلٍ لا يخافُ من الوَرَى"

في الصورةِ الأخرى أرى

أختى الصغيرة تبتسم

و أنا كذلك أبتسم

أيامَ كنا نبتسم

أوَما علمتَ بأنَّ أختيَ هدَّها طولُ المرض

سبحان ربي...إنني لا أعترض

هذا قدَر

لكنَّهُ حزنُ الليالي الغادياتِ, الرائحاتِ على البشر

دَوْلاً...فتُهرِقُ دمعَنا

بعد ابتسامتِها لنا

أوَّاهُ يا لَمرارةٍ تغتالُ مِنَّا أمنَنا

و تظلُّ ترعشُ خطوَنا

في رحلةٍ لا تنتهي إلا إذا خارَ العُمُر

و أنا ظللْتُ_على امتدادِ العُمْرِ_منزوياً هنا في غرفتي

علَّ الأمانيَ تزدهر

لكنني أدركتُ بعد فواتِها

أنَّ الأمانيَ كي تعيشَ و تزدهي

تحتاجُ بعضاً من مطر

و حياتُنا لا خصب فيها لا مطر

واضعفَنا بعد انقضاءِ حياتِنا

واعُريَنا بعدَ افتضاحِ شكاتِنا

واحسرةَ القلبِ الذي يذوي كما يذوي الزَهَر

أوَهكذا تمضي بنا أيامُنا

تلقي بنا أحلامُنا

في هُوَّةِ الحزنِ التي لا تندثر

أوَهكذا سأظلُّ مُكتئباً أموتُ

و ليس يبكيني بَشَر

أوَهكذا سيقولُ أصحابي الذين عرفتُهمْ و عشقتُهمْ

في حشرجاتِ دموعِهم

"لا تحزنوا...ما كانَ إلا عابراً فيمَنْ عَبَر"

محمد علي بكر