علاقة مصر والسعودية أكبر من المونديال

حميمية هى العلاقة التى تربط بين مصر والسعودية، وكثيرة هى المواقف التى تترجم تلك الحميمية ويمكن ذكر آلاف المواقف عبر التاريخ وفى العصر الحديث،لذا لم يكن غريبا أن يشارك المصريون من نجوم الرياضة والفن والاعلام فى احتفالية الهيئة العامة للرياضة بالمنتخب السعودى المتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018،

ولاعجب أن يكون المصريون هم أكثر الجنسيات حضورا فى الحفل الكبير الذى أراده رئيس الهيئة تركى آل الشيخ حفلا يليق بالمملكة وتاريخها الكروى باعتبار المشاركة هى الخامسة فى المونديال، وتأتى بعد غياب دورتين، لذا حضر كبار النجوم فى الوطن العربى والعالم، فبدا وكأن العرس مصري. نعم كانت الفرحة عربية بامتياز، ولما لا وهى المرة الأولى منذ زمن بعيد التى يلتقى فيها نجوم العرب. غابت السياسة تماما وظهر الوجه المنير الذى يجمع أمة العرب من المغرب غربا إلى لبنان شرقا، الكل حاضر وممثل إما باعلاميين أو رياضيين أو مسئولين اتحاديين أو وزراء، لكن مصر كانت حاضرة بكل هؤلاء بدءا من السفير، ومرورا برئيس اتحاد الكرة هانى أبو ريدة ونجوم الكرة من أجيال متعاقبة وفنانين وإعلاميين وصحفيين، كل هؤلاء شاركوا فرحة السعودية بمنتخبها.

وتراجع أمام هذا الحب المتدفق السؤال المتكرر منذ إعلان قرعة المونديال ووقوع المنتخبين العربيين المصرى والسعودى فى مجموعة واحدة، الكل يتحدث عن أهمية أن يقدم المنتخبان العربيان مستوى يليق بسمعة الكرة العربية خصوصا وأنهما من أصحاب التاريخ فى المونديال فمصر أولى الدول العربية مشاركة وتخوض تجربتها الثالثة مدججة بعناصر متميزة تلفت الأنظار فى الدوريات الأوروبية، فيما يخوض الأخضر السعودى تجربته الخامسة ويملك عناصر موهوبة لا ينقصها الطموح، كما أن رحمة القرعة التى تمثلت فى إقامة مباراة الفريقين معا فى ختام الدور الأول منحت الفريقين فرصة الابتعاد عن الحساسية والعصبية، وبات الكل فى المعسكرين مطالبا بضبط التصريحات حتى يفوت على أصحاب العقول المريضة والنفوس العقيمة فرصة الصيد فى الماء العكر لتعكير العلاقات بين البلدين.

إن ماجرى فى الرياض ومن قبله بأيام فى مكتبة الاسكندرية خلال مؤتمر ثقافة التشجيع الذى نظمه الاتحادين المصرى والعربى للثقافة الرياضية، وحضره عدد كبير من مسئولى الاتحادات الرياضية والإعلاميين فى الوطن العربى كما حضره اليكسيت المستشار الثقافى الروسى فى مصر، أكد أهمية تثقيف الجمهور العربى المسافر إلى روسيا ليكون خير سفير لثقافة الأمة العربية صاحبة التراث الإنسانى والحضارة الخالدة، خصوصا وأن الأمر لن يقتصر تأثيره على الرياضة وحدها فى ظل العلاقات المتميزة التى تربط الدول العربية، وبالأخص مصر والسعودية مع روسيا المضيفة فضلا عن كون منتخبها أحد فرق المجموعة الأولي، وبالتالى هناك مواجهة مباشرة للبلدين مع منتخب روسيا. وكان مؤتمر ثقافة التشجيع أوصى بضرورة العمل على تأهيل المسافرين إلى روسيا ليكونوا على علم بأن الأمر ليس مجرد مباريات كروية، وإنما صورة ذهنية يجب أن تكون بهية من خلالهم لكل العالم.تلهذا تبدو الفرصة ذهبية لتقديم لوحة فنية رائعة من خلال التشجيع ليكمل الإبداع فى المدرجات الإبداع فى الملعب، فلا يوجد عاقل يفهم فى كرة القدم يمكن أن يطلب من المنتخبات العربية الفوز باللقب مثلا، فالمطلوب من المنتخبات العربية أن تقدم نفسها وأن يظهر لاعبوها امكاناتهم وأن يتحرروا من الضغوط حتى يتحقق الهدف الأسمى من المشاركة العربية فى المونديال، وعلى الجميع أن يدرك يقينا أن العلاقات المصرية السعودية أهم وأبقى وأكبر وأعمق من مباراة فى الكرة حتى ولو كانت نتيجتها الفوز بكأس العالم.

إن الوضع العربى الراهن يتطلب استمرار التعاون والتطابق فى وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية بين القاهرة والرياض، لأن فى تعاونهما ضمانا لموقف عربى قوى يحسب له العالم حسابا يليق بوزن البلدين فى محيطهما العربى والقارى والإسلامي، وليكن معلوما للجميع أن هذا التقارب المصرى السعودى لايروق لدول كثيرة عربية ودولية، لأنهم يريدون أن يكون الوطن العربى مشتتا ليتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم السياسية فى منطقتنا العربية، وليس بعيدا ماجرى فى الأيام الأخيرة من موقف امريكا المرفوض عربيا بإعلانه نقل مقر سفارتها لدى الكيان الصهيونى إلى القدس، واستخدامها حق النقض الفيتو فى التصويت على مشروع قرار تقدمت به مصر لإبقاء هوية القدس على حالها، وكان أمرا إيجابيا أن يستقبل الرئيس السيسى ومن بعده بأيام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الفلسطينى محمود عباس ليؤكدا وقوفهما إلى جانب الحق الفلسطينى بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية فاعتبروا ياولى الألباب!

» ((( كأس العالم 2014 ))) صفحات متجدده لآخر المونديال : تابعونا
» كيف كانت علاقة الشعراوي بحكام مصر من فاروق إلى مبارك؟
» مصر والسعودية
» رقص يا حضرى.. الحارس «العجوز» يقترب من حلم المونديال
» مصر تهزم الكونغو 2-1 وتتربع على قمة المجموعة الخامسة بتصفيات المونديال